تبقى مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عالية؛ لأن الله تعالى قد رفع ذكره، وقرن اسمه باسمه، فقال سبحانه وتعالى مبينا رفع ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2)الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}. وقرن الله العظيم الإله الحق المعبود اسمه باسم رسوله في مواضع كثيرة، فقال {يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ}(62) سورة التوبة. كما قرن اسمه باسم رسوله في أعظم مشهود به، وهي شهادة ألا إله إلا الله محمد رسول الله؛ ولهذا فلن يضر النبي صلى الله عليه وسلم ما يفعله الحاقدون من الدنماركيين وغيرهم من الاستهزاء بخير البشر الذي أرسله الله تعالى رحمة للخلق جميعا، ومنهم هؤلاء الحمقى الذين لا يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرسل رحمة لهم ولجميع المخلوقات كما قال الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. ويقول النبي الكريم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (إن الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلماً ميسراً..) رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها. بل لقد وصفه الله العظيم بأجمل صفات ونعته بأجمل نعوت، فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}. ولكن حتى لو أخرج الدنماركيون حقدهم وبغضهم للإسلام ولنبي الإسلام فإن الله قد أخبرنا عنهم وعن أمثالهم فقال جل شأنه {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33)سورة التوبة. وقال سبحانه وتعالى {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(61) سورة التوبة. وقال جل شأنه وتقدّست أسماؤه {قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ}(64)سورة التوبة. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يصله نعيق الناعقون.. إنه خليل الله، وما أعظمها من خلة، حيث قال صلى الله عليه وسلم (إن الله قد اتخذني خليلاً) رواه الحاكم وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم (لو كنت متخذا غير ربي خليلاً لاتخذت أبابكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي) رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما. إنه نبينا وقدوتنا وحبيبنا الذي نحبه أكثر من آبائنا وأمهاتنا وأنفسنا.. وقد قال لنا (لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه مسلم. ولن تزيدنا تلك الكتابات عن نبينا صلى الله عليه وسلم إلا حباً وتقديراً واقتداء واتباعا له صلى الله عليه وسلم، وهو المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. نسأل الذي لا تخفى عليه خافية ولا تغيب عنه غائبة ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء أن ينتقم لرسوله، وأن يرينا في من حاول النَّيْل منه عجائب قدرته، وهو القوي العزيز. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.