السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قرأت بمزيد من التقدير والإعجاب ما كتبتموه من افتتاحية مجلة الجزيرة الصادرة صباح يوم الثلاثاء 3-12-1426ه حول المطالبة بإعلان الأحكام الصادرة ضد المرتكبين لقضايا أخلاقية وأمنية، لأن في إشهار العقوبة ردع للمجرمين وزرع مزيد من الأمن والاطمئنان في نفوس الناس، إن هذا مطلب كل مواطن ومقيم يعيش في أرض الحرمين الشريفين أن يسمع وبشكل سريع عما تم في شأن المجرمين الذين يرتكبون جرائم أمنية أو أخلاقية وخلافها مما يمس أمن الوطن والمواطن، فهو يقرأ عن تلك الإنجازات الأمنية التي تعلن عنها الشرطة في كل منطقة التي تسجل لرجال الأمن بمداد من ذهب عن القبض على مرتكبي تلك الجرائم وخصوصا المخلة بالأمن من خطف وسلب وسرقة، فنرفع أكف الضراعة إلى الله أن يديم على هذا الوطن أمنه في ظل تحكيم شرع الله وإقامة حدوده. لقد جاء الإسلام بحماية الضرورات الخمس (الدين والنفس والعقل والعرض والمال) وشرع الشرائع وحد الحدود حماية لها، مثل قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}وقوله:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(وقوله: ){إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أو يُصَلَّبُواْ أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أو يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} والآيات والأحاديث في ذلك كثير، بل إن إشهار العقوبة وإعلانها وتنفيذها بمشهد من الناس أمر مطلوب ليعرف المجرم أو من يفكر في شيء من ذلك أن هناك جزاء وعقوبة. قال الله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} إننا يجب ألا تأخذنا في الله لومة لائم وأن نقيم الحدود كما شرعها سبحانه وتعالى، إننا عندما نسمع بتطبيق حدٍ من حدود الله في بلادنا نرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى بالشكر على أن من علينا بتطبيق شرعه ونسعد لأننا نشعر أننا تحت حكم الله في أمن وأمان - ولله الحمد - والمنة ونبتهل إلى الله - جل وعلا - أن يوفق إمامنا وقادتنا إلى المزيد والمزيد من تطبيق أحكام شرع الله وأن يجزيهم على ذلك خير الجزاء في الدنيا والآخرة.. وان على وسائل إعلامنا بمختلف نشاطاتها تكثيف الدعوة إلى ذلك عبر قنواتها المختلفة لأن المجرم أو من يفكر بارتكاب شيء يمس الأمن أو يعكر صفوه إذا سمع بالأحكام الصادرة ضد المجرمين سوف يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على شيء من ذلك، لأنه يعلم أن رجال الأمن البواسل له بالمرصاد وشرع الله سوف يطبق بحقه. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وأدام علينا الأمن والأمان تحت ظل قيادتنا الرشيدة، فنحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا.. وجزاكم الله كل خير على طرق مثل هذا الموضوع، ودمتم في حفظ الله ورعايته. عبد الرحمن بن صالح الجبيلي خطيب جامع الحصيني بالرياض