* رنية - محمد آل ماضي - ياسر الروقي: في بادرة إنسانية كريمة جسدت روح التلاحم والعطف والاحترام بين أفراد المجتمع السعودي وفقاً لتعليمات ديننا الإسلامي الحنيف الذي حث على التسامح والإصلاح بين أفراد المجتمع الإسلامي، عفا المواطن سعدون بن إبراهيم عن قاتل ابنه المدعو طماح بن مسند بن عمر السبيعي حيث حدثت بين كل من الجاني طماح السبيعي والمجني عليه منصور بن سعدون بن ابراهيم الدوسري بعض المشاحنات وقعت على أثرها مشاجرة كلامية ونتج عنها تصادم وتشابك بالأيدي مما نتج عنه وفاة المدعو منصور بن سعدون بن إبراهيم متأثراً ببعض الإصابات التي لحقت به، وأحيلت القضية برمتها إلى المحكمة العامة بمحافظة رنية وصدر صك شرعي يقضي بالقصاص منه. وفي بادرة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود وزير الدولة ورئيس الديوان الملكي قام بالتدخل والإصلاح بين الطرفين وتقريب وجهات النظر بين أسرتي الجاني والمجني عليه تكللت بفضل الله هذه الجهود المباركة بإسقاط حق القصاص كما قام عدد كبير من مشايخ قبائل ومسؤولي ووجهاء وأعيان محافظة رنية والخرمة وبيشة بجهود جبارة أكملت عملية الصلح الذي تم في جو تسوده المودة والألفة في ظل حكومتنا الرشيدة المباركة. (الجزيرة) تواجدت وسجلت أحداث هذا الإصلاح وكانت هذه الحصيلة من اللقاءات والصور.. في البداية تحدث الشيخ محمد بن عبد العزيز الفارس رئيس لجنة إصلاح ذات البين حيث قال: إنه انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وممارسة لجنة إصلاح ذات البين لقد قمنا بما يجب علينا في التوصل للحل مع الأخ سعدون في منزله فتفاوضنا معه حول هذا الأمر فما كان منه إلا أن بادرنا بعتق هذه الرقبة وتوجهنا به إلى منزل صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد وأعلن ذلك أمام سموه الكريم بأنه يعتق هذه الرقبة لوجه الله تعالى لا يريد مالاً إنما يريد الأجر والمثوبة من رب العزة والجلال أن يجعل ذلك في موازين حسناته وكان لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز مساعي حميدة في هذه القضية ممثلاً في الدكتور سعد بريك حيث تكللت بحمد الله وتوفيقه بالنجاح وانتهى ذلك بالصلح وإنهاء القضية. كما التقينا بالشيخ ناصر بن سعيد آل هميل عضو لجنة إصلاح ذات البين وقال إن هذا الرجل ضرب أروع الأمثلة في التسامح وعتق هذه الرقبة وكان من الرجال الذين نعرفهم بتسامحهم وعفوهم عن كل شيء وما كان منه إلا أن يطمئننا وقال لنا بالحرف الواحد إنه سيعتقه لوجه الله، والحقيقة أن هذا المجتمع لا يزال تبث فيه روح التسامح والألفة والأخوة وكل هذا من تعاليم هذا الدين الحنيف ثم تحدث والد الجاني المدعو مسند بن طماح بن عمر السبيعي حيث قال إنها لا تسعني الفرحة للعفو عن ابني وسيظل لهذا الرجل معروف في رقبتي أنا وأبنائي حتى آخر واحد فينا وقد انهمرت دموعه بالبكاء عندما سمع نبأ العفو عن ابنه وعتقه لوجه الله وتوقف عن الحديث قليلا بسبب ما مر به من مرض فهو مصاب بجلطة وما كان منه إلا أن دعا الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل وأبنائه وأسرة آل سعدون بأن يجزيهم الله خير الجزاء وأن يجعل ما قدموه في موازين حسناتهم يوم يلقوه، والأخ سعدون هو أخي وأبناؤه أبنائي وهو من أسرة عريقة يضرب بها المثل لها باع طويل في الكرم والتسامح وما زالت عيناه تذرفان دمعاً وقد ارتفع صوت أسرته من داخل البيت بكاءً وعويلاً وذلك لما سمعوا منه من أخبار سارة تجاه عفوه على ابنهم كما تحدث أيضاً والد المجني عليه المواطن سعدون بن إبراهيم الدوسري حيث قال: إنني أشهد الله سبحانه وتعالى إني عفوت عن المدعو طماح بن مسند بن طماح السبيعي لوجه الله تعالى دون مال أو عرض من الدنيا حيث إنني أبتغي في ذلك وجه الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} ويعلم الله إنني أنوي ذلك من لحظة وقوع الحدث وقد ترددت على منزل أهل القاتل عدة مرات مطمئناً بذلك أنني سأعفو عنه وقلت لهم بالحرف الواحد (والله ما يقتل والله ما يقتل) حتى يطمئنوا ولا ينزعجوا بأنه سيقتل. وما هذا التسامح والمشاهد الحية إلا دليل قاطع على نبالة هذا المجتمع السعودي المسلم. كما تحدث الشيخ فهد بن فهيد السبيعي حيث قال: إن العفو يأتي من النبلاء والأخ سعدون ضرب أروع الأمثلة في التسامح والعفو عند المقدرة وسيسجل التاريخ له ذلك بأسطر من نور، كما أنني أشكر صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد والأمير عبد العزيز بن فهد على سعيهما الدؤوب في هذه القضية منذ وقوعها حتى تكللت ولله الحمد بالنجاح والانتهاء، كما إنه لا يفوتني أن أشكر كل من ساهم وسعى في هذا الإصلاح من مشايخ القبايل والأعيان والوجهاء ومن مشايخ قبائل الخرمة وبيشة على حضورهم وسعيهم لإنهاء هذه القضية. مشاهدات من أحداث هذه المصالحة: - حضر عملية الصلح حشد كبير من مشايخ ومسؤولي وأعيان. - تمت عملية الصلح في ظل تواجد أمني مكثف بإشراف ومتابعة مدير شرطة محافظة رنية العقيد يوسف بن حمود الغريبي ومساعديه الملازم أول ظافر بن رجاء الحارثي والملازم ماهر بن خلف الله الثماني. - تمت عملية الصلح وسط تهليل وتكبير الجميع. - تعد لفتة سمو الأمير عبد المجيد والأمير عبد العزيز ذات الأثر الكبير في إتمام عملية الصلح. - تمت عملية الصلح في قصر المملكة للاحتفالات بمحافظة رنية. - تمت عملية التنازل في منزل الشيخ محمد بداح السبيعي.