قبل سنوات أدرت ندوة نشرت في هذه الصحيفة عن أزمة الكتاب السعودي، وضعف تسويقه في الداخل والخارج وكان من ضيوف الندوة آنذاك الأستاذ عبدالله العوهلي صاحب مكتبة دار العلوم وعدد آخر من رموزنا الثقافية. ومع الطفرة الاقتصادية تكاثرت دور النشر السعودية التي تعنى بطباعة الكتب الا ان عملية التسويق بقيت كما هي يعتريها الضعف وبعض العقبات, وواجه المؤلفون الخسائر المادية,, فقد كانت دور النشر التي تعنى بالتوزيع داخل المملكة بالدرجة الأولى حيث ان توزيعها في الخارج يكاد يكون معدوما حيث لا تتوافر على نقاط توزيع حيوية وشاملة، فضلا عن عدم توفر الدعاية اللازمة للكتاب السعودي والمؤلف يسلم لهذه الدور الكتاب جاهزا بعد ان يؤمن تكاليف طباعته والاجراءات الأخرى اللازمة لاظهاره للقارىء. كما ان دور النشر والتوزيع تأخذ عليه نسبا كبيرة من صافي الأرباح فمنها من تأخذ نسبة 70% ودور أخرى تأخذ 60% الى 50% هذا الوضع جعل بعض الكتاب والباحثين يحجمون عن طباعة انتاجهم العلمي والفكري ومن ثم فقد خفتت الحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية انعكاسا لهذا الوضع العجيب. ففي السنوات الماضية كان الباحث يجد في وزارة الاعلام العون على تجاوز الأزمة بتأمينها كميات مناسبة من مؤلفاته أما الآن فقد تراجع هذا الأمر الى الحدود الدنيا منه. أما الوزارات والمؤسسات الأخرى فقد أحجمت هي الأخرى عن تأمين مثل هذه الكتب، على الرغم من ان هناك أمرا ساميا كريما يدفع بهذه الوزارات الى المساهمة بتأمين العدد المناسب من المؤلفات السعودية تشجيعا للباحثين ودعما للحركة العلمية والثقافية في البلاد. وقد تناول عدد من الكتاب والمثقفين هذه الاشكالية مطالبين بوضع الحلول الايجابية التي تدفع بالانتاج العلمي الى الأمام ولكنهم وحتى الآن لم يلمسوا حلولا ناجعة تأخذ بأيديهم الى بر الأمان. ولعل من العقبات التي تحول أيضا دون وصول الكتاب السعودي الى الدول العربية والأجنبية ضخامة تكاليف شحنها الى الخارج حيث انها تحمل على الباحث ليخرج في نهاية الأمر خالي الوفاض,, لا يستطيع تدبير تسديد ديون تكاليف طباعة كتابه. وقد خالطني شيء من الفرح الذي اعتبره خطوة الى الأمام عندما قرأت خبر أمر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الى معالي المدير العام للخطوط السعودية بتخفيض أجور نقل الكتب التي ترسل من المملكة العربية السعودية واليها بنسبة 50% من الأجرة المعمول بها الآن والمنشور في الصفحة الأخيرة من صحيفة الجزيرة يوم الأحد 17 من صفر 1421ه، 21 من مايو 2000م. ان توجيه سموه الكريم في هذا الشأن سوف يسهم بدون شك بشكل ايجابي في تخفيف الأعباء التي يتحملها أبناؤه المثقفون والباحثون، كما انه سوف يسهم في نشر الانتاج السعودي خارج المملكة ليصل الى المثقفين في الدول العربية وغيرها. وانني اتمنى من سموه الكريم وهو القريب جدا من قلوب أبنائه المثقفين ان يصدر توجيهه الكريم باعفائهم بصورة شخصية أو عبر شركات التوزيع السعودية من تكاليف أجور النقل كاملة ليصل الصوت السعودي لاشقائه العرب في كل مكان,. انني عندما اتمنى ذلك من سموه فانني أعبر بذلك عن أمنيات كل المثقفين السعوديين واثقا كل الثقة ان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لا يدخر وسعا لتكريم المثقف السعودي حتى من جيبه الخاص. حفظ الله لهذه البلاد قيادتها وأنعم الله عليها بالأمن والحب والاستقرار. مع التحية لمعالي وزير المعارف,. وردني فاكس من الطالب عمار القحطاني بالثانوية العامة بعنوان,. إلى أي مرحلة من الضياع ستصلين بنا يا وزارة المعارف ,,ونصه على النحو التالي: رسالة من كل طالب بالصف الثالث الثانوي يناشدون فيها وزير المعارف معالي الأستاذ محمد الرشيد ويقولون له الرحمة,, الرحمة في أسئلة الاختبارات فنحن لم نفعل أي جرم نستحق عليه هذا العقاب, معالي الوزير كما تعلم فان الجامعات تريد نسبا عالية والنظام الجديد المعدل التراكمي أطاح بنسبنا ولم تذر الأسئلة لهذا العام أي جهد لظهورها بالمظهر الصعب، التي أدت الى تحطيم نسبنا العالية ومحو جميع علامات الفرح والسرور بسبب صعوبتها وعدم اتساع الوقت لاتمامها,, فهل من المنطق ان ثلاث ساعات لا تكفي لانهاء حل مسائل الرياضيات أو ساعتان لا تكفي لفهم أسئلة البلاغة في اليوم الأول من الاختبارات؟ يا معالي الوزير الرحمة من الله ثم معاليكم بأبنائك الذين يطالبون باعادة النظر في هذا النظام التراكمي الذي اطاح بآمالنا. د,خالد آل هميل