الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على رسول الهدى وقدوة الناس أجمعين وآله وصحبه ومن اقتفى أثره الى يوم الدين,, وبعد طالعتنا صحيفة الجزيرة الغراء في عددها رقم 10057 يوم الثلاثاء الموافق 6/1/1421ه في صفحتها رقم 12 وفيها مقال للشيخ حمد الجاسر، الذي قدم فيه عرضا لكتاب رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية لمؤلفه فيليب ليبتر والكتاب من مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز بالمناسبة المئوية وترجمه الى العربية الأستاذ الدكتور محمد الحناش، وراجعه وعلّق عليه وحقق مواضعه الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام الدارة، وهو أحد الباحثين والمهتمين الذين يشار لهم بالبنان ومن الذين يذكرون فيشكرون. والكتاب عرض لرحلة ميدانية استكشافية في أرجاء المملكة قام بها المستكشفون الأوروبيون فيلبي وكونزاك ريكمان وجاك ريكمان وفيليب ليبتر مؤلف الكتاب، وهي رحلة علمية بغرض حصر النقوش والآثار وتصويرها والكتابة عنها, وبدأ الرحالة المذكورون جولاتهم سنة 1371ه، 1951م في عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله ، بعد موافقة جلالته على قيام الرحالة بهذا العمل. نعود للكتاب المذكور ففي الصفحات 28، 29، 30 ذكر المؤلف انهم وصلوا قرية الزيمة ولقوا استقبالا طيبا وكرما فياضا من شريفها وفي هامش صفحة 28 ذكر محقق الكتاب اسما لشخص على أنه أمير الزيمة آنذاك، وإحقاقا للحق وللأمانة والتاريخ أقول إن أمير الزيمة وقت مرور الرحالة الأوروبيون سنة 1371ه هو الشيخ علي بن عبدالمحسن القناوي رحمه الله الذي ظل أميرا للزيمة من سنة 1362ه وحتى تقاعد سنة 1384ه حيث تولى الامارة بعده ابنه سعود رحمه الله . وقد كان للشيخ علي ومن سبقه من اخوانه أمراء الزيمة الشيخ أحمد والشيخ محمد ابنا عبدالمحسن القناوي - رحمهم الله جميعا - أقول كان لهم شرف استقبال صقر الجزيرة ومؤسس الكيان العظيم جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله في قرية الزيمة أكثر من مرة في طريق سفره من والى مكةالمكرمة، حيث تقع الزيمة في الشمال الشرقي من مكةالمكرمة على مسافة 45 كيلا تقريبا، فكانت الزيمة استراحة جلالته هو وأبنائه البررة من بعده وذلك لاعتدال جوها وكثرة أشجارها وغزارة مائها. وأشير الى انني بعد الاطلاع على كتاب رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية كاتبت المحقق الأخ الدكتور فهد بن عبدالله السماري وأوضحت له فيه الاسم الصحيح لأمير الزيمة آنذاك وهو الشيخ علي بن عبدالمحسن القناوي، والذي كان أميرا خلال فترة مرور المؤلف والرحالة الآخرين على الزيمة سنة 1371ه. وتلقيت رد المحقق الكريم بخطابه رقم 1341/5/1 في تاريخ 14/7/1420ه والذي أبدى فيه شكره على تصحيح هذه المعلومة وأفاد أن الدارة سوف تأخذه بعين الاعتبار حين إعادة طباعة هذا الكتاب في المرات القادمة. وأسجل هنا فائق تقديري وشكري للمحقق الأخ الدكتور فهد السماري لتجاوبه وموضوعيته وأمانته العلمية، فله من الشكر أجزله ومن الدعاء أخلصه. وأذكر في هذا المقام أن قرية الزيمة التي تقع بأسفل وادي نخلة اضافة الى اعتدال مناخها وكثرة أشجارها ووفرة مائها، فان لها جذورا تاريخية وأثرية ضاربة في القدم، حيث جعل منها موقعها الاستراتيجي مركزا للقرى المتاخمة لها، بدليل وجود حصن عباسي قديم على احدى قمم جبالها ورد ذكره في صفة جزيرة العرب للهمداني، كذلك يوجد بها قلعة سعودية أمر ببنائها الإمام سعود بن عبدالعزيز في الفترة السعودية الأولى سنة 1218ه، والتي جاء ذكرها في المصادر التاريخية المعاصرة على ان موقعها في وادي فاطمة والصحيح أنها في قرية الزيمة القريبة من قرى وادي فاطمة وهي القلعة التي عثرت فيها على آثار اسلامية تعود لسنة 700ه والتي قمت باعداد ورقة عنها للمشاركة في ندوة الآثار في المملكة حمايتها والمحافظة عليها والتي عقدت في شهر رجب سنة 1420ه في مدينة الرياض والتي رعاها صاحب السمو الملكي الأمير الكريم نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وبحضور معالي وزير المعارف رئيس المجلس الأعلى للآثار الأستاذ الدكتور محمد الأحمد الرشيد، وسعادة وكيل الوزارة للآثار والمتاحف الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد، وهذه الورقة مع مثيلاتها لعدد من الباحثين سوف تصدر في كتاب في القريب العاجل بمشيئة الله عن طريق وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف. ولمزيد من المعلومات حول الزيمة وأمرائها الأشراف القناوية ينظر كتاب من شيم الملك عبدالعزيز لمؤلفه فهد المارك الطبعة الأولى سنة 1398ه الجزء الثاني ص 34 وكذلك صفة جزيرة العرب للهمداني تحقيق ابن بليهد ومراجعة الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين الطبعة الثالثة سنة 1411ه ص 428، حيث ذكر الناشر ان الزيمة أهلها القناوية وامارتهم للكبير منهم وأميرهم أيام دخول الملك عبدالعزيز الحجاز هو أحمد وانتقل الى رحمه الله وخلفه أخوه محمد وانتقل الى رحمة الله فخلفه أخوه علي. هذا ما جرى إيضاحه وبالله التوفيق ومنه العون والمدد. حسين بن علي بن عبدالمحسن القناوي