احتضنت هذه المنطقة الغالية على قلوبنا وجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض ندوة (مدن المعرفة).. وكان من واجبي ومسؤوليتي في نفس الوقت معايشة الشفافية والأريحية التي صاحبت الجلسة الأولى من الندوة لحظة بلحظة والتي رأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة.. فاتسم سموه الكريم بالشفافية العالية والتواضع الجم، وأضاف سموه نوعاً من التفاعل القوي إلى أطروحات الأوراق المقدمة للجلسة. ومن خلال المناقشة طرحتُ تساؤلاً لدولة الدكتور عبدالرؤوف الروابدة رئيس وزراء الأردن السابق عن أبرز الملامح الضرورية في تعدد مسؤولية البلديات على حد سواء؛ لذا فمن المؤمل من القائمين على هذه الندوة الأخذ في الاعتبار المناقشات والاقتراحات والأفكار المطروحة من الدول العربية الأخرى الشقيقة. كما طرحت فكرة إنشاء صرح حضاري خليجي كبير يساهم بدرجة كبيرة في تبادل الخبرات الاقتصادية العالية في هذا المضمار لتنمية الاستراتيجيات ل(مدن المعرفة)، ويوضع لهذا المركز آلية خاصة لهيكله الإداري والفني، وتشارك فيه حكومات دول مجلس التعاون الخليجي وتدعمه بعض القطاعات الأهلية المتخصصة في استثمار رؤوس الأموال التي هاجرت إلى دول العالم بهدف الاستثمار السريع.. وذلك لبناء مدن المعرفة في دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص. ولقد جاءت فكرة إنشاء هذا المركز من خلال ما تم إيضاحه من قبل المختصين الذين قدموا أوراق عمل حول (مدن المعرفة).وقد رحب معالي رئيس بلدية مسقط بسلطنة عمان المهندس عبدالله بن عباس بن أحمد بهذه الفكرة، وأضاف معاليه (ان الاستفادة من الصرح الحضاري في تبادل الخبرات التخصصية في مجلس التعاون الخليجي سيخلق بإذن الله تعالى فرص العمل بهذا المركز عبر تبادل المعلومات بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الدول العربية والآسيوية والأوروبية في هذا المجال).كما اقترحت ضرورة إسهام وزارات التربية والتعليم في إنشاء جيل جديد لا يسهم في المدن المعلوماتية فقط، بل يفتح آفاقاً جديدة لهذه المدن الجديدة.. فمن الملاحظ أن مناهج الحاسوب غير مهيأة لإنشاء هذا الجيل!! فنتمنى من القائمين على المعهد العربي لإنماء المدن السعي إلى مد جسور المعرفة والخبرات بين الدول الأخرى. آخر المطاف من الأعماق: أبعث إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود ولأهالي (طيبة الطيبة) بصادق مشاعرنا على الحفاوة والكرم والتعامل والمصداقية من قبل المسؤولين في أمانة المدينةالمنورة، وعلى رأسهم معالي أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالله الحصين. كما يسرني أن أنقل مشاعر الضيوف الذين قدموا إلى هذه المنطقة من المشاركين في الندوة وشكرهم لما شاهدوه من حسن الاستقبال.. وقد لفت انتباههم أكثر النظافة العامة العالية حول الحرم النبوي الشريف وميادين المدينة، كما عبر الأسترالي الباحث (د. تان يجنلر) الذي قدم ورقة عمل (بناء مدن المعرفة.. الدروس المستفادة من ملبورن). اشتريتُ من سوبر ماركت من موقع الفندق مواد غذائية بمبلغ من المال، ولم يكن معي صرف للمبلغ المدفوع، فما كان من البائع إلا أن قال بالحرف الواحد: خذ أغراضك والدفع كما تريد، اليوم غداً أو بعد غد.. قلت له: أنت لا تعرفني. قال: أنتم ضيوف المدينة فحق علينا القيام بواجبنا نحوكم في أي ظرف كان. فشكرته على دماثة أخلاقه وعدت إليه في اليوم الثاني ودفعت ما يستحقه له.