عزيزي القارئ، إذا كنت علماً من أعلام حزب الجماميز (أصحاب الكروش) وكنت أوفر حظاً من أقرانك في السمنة، فما عليك إلا أن تتخذ من لعبة تنس الطاولة هواية جدية، أي أن تمارسها يومياً وكأنها فرض من الفروض التي عليك لنفسك.. ذلك أن المجهود الجسماني الذي تبذله في لعبة تنس الطاولة كفيل بإزالة الشحم المتراكم على الجسم دون أن يخلف إجهادا كالذي تتركه مثلا لعبة كرة القدم، أو كرة السلة، أو الاشكواش راكيت.. هذا فضلا عن أن لعبة تنس الطاولة هي أفضل الألعاب الرياضية لتنسيق نظر الإنسان، ثم إن من السهل جدا ممارسة هذه اللعبة دون عناء، فلوازم تنس الطاولة متوفرة في كل مكان في المدارس والنوادي وبعض المقاهي، شأنها في ذلك شأن لعبة البلياردو.. بل إن هناك من المتحمس لهذه اللعبة من يشترون لوازم تنس الطاولة ويفرغون لها مكاناً في بيوتهم، مما يدل على أن ممارستها ليست صعبة من ناحية الزمان أو المكان، فكرة القدم، مثلا، لا بد لها من ملعب كبير ومن عدد كبير من اللاعبين بينما أنك لا تحتاج إلا لشخص واحد عندما تتخذ تنس الطاولة هواية لك. بيد أن ما أثار استغرابي أنه على الرغم من أن هذه اللعبة شائعة في جميع انحاء العالم، فإنها ليست من الألعاب المدرجة على جدول الألعاب الأولمبية.. ولم أتحقق من هذا الأمر إلا مؤخراً عند مراجعتي لنتائج دورة ألعاب المكسيك الأولمبية، وأردت أن أعرف السبب.. فقصدت القسم الرياضي بمكتب أخبار هيئة الإذاعة البريطانية وسألت المحرر فقال لي إن البت في إدراج أية لعبة على جدول ألعاب الدورات الأولمبية يرجع إلى الدولة المضيفة.. من الأمثلة على ذلك أن المصارعة اليابانية التي نعرفها باسم (جودو) كانت من ضمن ألعاب الدورة الأولمبية التي أقيمت في طوكيو في عام 1964، لكنها لم تكن بين ألعاب دورة المكسيك الماضية.. والحال نفسه ينطبق على لعبة التنس.. فآخر مرة ظهرت فيها هذه اللعبة من ضمن الألعاب الأولمبية كانت في عام 1908، وبعد ذلك تجاهلتها الدورات الأولمبية.. وبالإضافة إلى ذلك فإن الدول المشهورة بممارستها لتنس الطاولة بين تلك التي أقيمت فيها الدورات الأولمبية منذ بداية هذا القرن العشرين، هي بريطانيا واليابان فقط.. والواقع ان عدم ضم هذه اللعبة إلى الألعاب الأولمبية الأخرى لا يعني أن الاهتمام بها ضئيل. ففي أعوام ماضية أقيمت، في الإسكندرية، دورة البحر الأبيض المتوسط في كرة تنس الطاولة، اشتركت فيها سبع دول هي جمهورية مصر العربية، ولبنان وفلسطين، وليبيا، وفرنسا، واليونان، وقبرص. وقد سئل رئيس الفريق اللبناني السيد ميشال شباط عن رأيه في مستوى الفرق المشتركة فقال إن مستواها لا يقل عن المستوى الدولي العام بهذه اللعبة، وتكهن بأن الفوز ببطولة الدورة سيكون من نصيب فرنسا أو اليونان أو مصر، ولم يكن السيد شباط ببعيد عن الصدق في تكهنه، فقد فازت فرنسا ببطولة الدورة لفرق الرجال والسيدات عقب انتصارها على مصر بخمس مجموعات لأربع، في مسابقات الرجال، وبثلاث مجموعات لمجموعة واحدة في مسابقة السيدات.. واحتلت مصر المرتبة الثانية في البطولة وتلتها اليونان في المرتبة الثالثة ثم لبنان.. وفي الأردن نشاط واسع في لعبة تنس الطاولة على الصعيدين المحلي والخارجي.. فقد جرى مؤخراً لقاء بين المنتخب الأردني والمنتخب اللبناني برعاية الأمير حسن ولي العهد الأردني، وكان ذلك ثاني لقاء بين البلدين، إذ كان اللقاء الأول قد جرى بينهما في عام 1966 في العاصمة الأردنية.. وفي اللقاء الثاني تألف الفريق الأردني من اللاعبين عصمت الكردي، وغزال هاشم، وعبد الله الرفيقة، بينما تألف المنتخب اللبناني من محمد علي حسن وغازي شغرى وميشال رزق الله.