تشاجر ماهرٌ مَعَ سُعادَ، ثم أعلنَ كلٌّ منهما رغبته في عدم التكلم مع الآخر، وجلسا عابسين حزينين، وراحا ينظران إلى الدمى المتناثرة على أرض الغرفة، وهي زرافة وقطارٌ ودبٌّ وحصانٌ خشبي صغير. فجأة، تحركَ القطارُ، وسار وهو يطلق صفيراً طويلاً. ففرح الدب، وصفق معجباً، ونظرت الزرافة بدهشة إلى القطار، فهي قد عاشت حياتها كلها في غابة لا تعرف القطارات. أما الحصان الخشبي الصغير فقد بكى خائفاً.. فالقطار يوشك منه بسرعة ويوشك أن يدعسه، فسارع الدب والزرافة إلى نجدة الحصان الخشبيِّ، وحملاه بعيداً عن القطار. قال الحصان للدب والزرافة: شكراً لكما فأنتما أنقذتما حياتي من الموت. قال الدب: الصديق يجب أن يساعد دائماً صديقه. وقالت الزرافة: نحن أصدقاء نعيش معاً في غرفة واحدة، ويجب أن نتعاون دائماً وأن نحيا معاً حياة يسودها الحب. عندئذ نظرت سعاد خجلة إلى أخيها، وقالت له: هل الدُّمى أفضل منّا؟ قال ماهر: لقد تعلمنا منها درساً نافعاً. ومنذ ذلك اليوم كفَّ ماهر وسعاد عن التشاجر، وعاشا معاً حياة يسودُها الحب والتعاون.