أيا رياضَ النَّدَى غنّي الهَوى طربا وعانقي المجدَ مُدّي كفَّ حالمةٍ ما للصَّبا هدهدَ الأحلامَ منْ فرحٍ فأيقظ الروحَ للوسنان فانتبهت نخلاً تطاولَ يُبدي حُسْنَ نُضْرَتِهِ وجاءَ طيرُ الربا إلفاً ليسكنه فأنشد اللحن في الأبكار صادحةً مِسْ أيها النخلُ فالألحان شاديةٌ وعطر الدار من ورد ومن زهر هذي الرياض ومنها العزُّ منطلق وحَلَّقَ الطائرُ الميمونُ مرتفعاً هذي الرياض تبدّت غادةً بهرت هي العروسُ لصحراء لنا قدماً نهارها شَمِسٌ والليل في ألَقٍ مَنْ عاش فيها تنامى العشق في دمه أتى المليكُ فعين الله تحرسه ألم يكن لكبير منصفاً وأخاً كل الحناجر تدعو وهي هاتفة يا خادم الحرمين الآن جاء غدٌ سيورق الحب في الأغصان مزدهراً وجاء عهدُك ميموناً وفي زمن فلاذ شعبك بالرحمن ينقذهُ كنت الدريئةَ يحمي خلفه بلداً إن حوّم الصقرُ في العلياء ساد بها أعدَّك اللهُ للإسلام تحرسهُ وسيفك الحقُّ يحمي حسن مكتسب يا فارس العرب أخلاقاً ومرحمةً هيّأت للعلم ميداناً به سَعَةٌ لك الولاءُ وحبٌّ خالص أبداً وكنت في القلب منهم ملهماً وأباً وجَّهتهم لامتلاك العلم تقنيةً وقلتَ مرحى لموهوب تُسَدّدُه فكان موردُهم عَذْباً وقد نَهَلوا أعانك الله في مسعاك محتملاً كنتَ الوفيَّ لفهد تلك شيمتكم واليوم يحملها سلطانُ يَعْضُدُكم أفضاله قد بدت في كلِّ حاضرة له يدٌ في بناء الجيش ناصعةٌ واسألْ رياضَ المنى من قد هَوَيْتِ ندىً خمسون عاماً ويبني سؤددي صُعُداً عبدَ العزيز وللأبناء منزلهم هم البدورُ توالى رتلُهم دأباً هذي ديارُ الندى بالخير عامرة وأنشدي الشعرَ جودي أسمعي العَرَبَا إذا ارتقتْ للعُلا أو جَازتِ السحبا أتى رُخَاءً مع الغيمَاتِ فانسكبا رأت جمالاً ويا شكر الذي وهبا قد ظَلّلَ العشبَ والأزهارَ والعنبا وهيّأ العشَّ والأعشاب والقضبا يا حسن لحن له انْشَدَّ النهى طربا وأيها الزهر جُدْ عطراً لمن رغبا وسر بصحبة عبد الله ما ذهبا منها الوفاء تلاقى والهدى حسبا فوق الرياض وأبدى نظرةً عجَبا بحسن طلعتها لُبَّاً وقد خَلبا وروضها مزهر والماء قد عَذُبا فالنور كلّلَها ما غاب أو حُجبا وإنْ نأى هاجراً فالعشق قد غلبا وحبه يا رياضَ النور قد وجبا وللصغير أباً قد ضمه حَدَبا يا رب واحفظ لنا هذا المليك أَبَا وأقبل الحب يهدي الخير محتسبا وتسعد الدارُ والدنيا بمن دأبا تكاثر الشر يبغي الدار مُسْتَلَبا وكنتَ سيفَ الهدى في الله قد غضِبا صلباً وقوراً فولى خصمُكم هربا وما سواه توارى منه واحتجبا وتمحقُ الظلم في سيف الهدى رَهَبَا وفي قراع العوادي ما إخالُ نَبَا طَمْأَنْتَ شعبَك فاخترتَ الهدى نسبا فجَدَّ في سيره حتى ارتقى رُتَبا ملءَ القلوب لطلاب سَمَوا نُجُبَا فأنت في الجود من أعطى لهم وحَبَا فأقبلوا شَغَفاً سعياً ومكتسبا حتى يشبَّ وقد ساعدته طلبا من العلوم وصنتَ العلم والأدبا عبءَ الأمانة أنت الجِدُّ ما تعبا أنت الأمين وزاد الحب ما نضبا نعم الوَلِيُّ لعهدٍ بالندى ذهبا في البِرِّ والعلم كم أهدى لنا الكتبا وهِمَّةٌ للعلا قد جَازت الشهبا تقولُ سلمانُ حبي والهوى غلبا صرتُ العروسَ ألا يا كُثرَ مَن خطبا بذروة المجد في الإشراق ما غربا يتممون بناءَ العز منتصبا يا ربنا واحفظ الإسلام والعربا