لقد سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها مرتين، وكانت نتيجة ومحصلة ذلك السباق التعادل، حيث إن عائشة سبقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السباق الأول، وسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة في الجولة الثانية، وقال صلى الله عليه وسلم (هذه بتلك)، وربما أن الرسول صلى الله عليه وسلم تراخى معها في الجولة الأولى لتسبقه. هل يوجد مانع شرعي يحظر ممازحة الرجل زوجته وممازحة المرأة لزوجها؟ لا يوجد في الشرع المطهر ما يمنع من ذلك وفق الضوابط الشرعية. هل فكر أحد من الرجال في مسابقة زوجته في الجري ومجاملتها في السباق بحيث يجعلها تسبقه ويعطيها بعض كلمات الثناء عليها وعلى سرعتها ويشبهها بالغزال السريعة ليرفع من معنوياتها؟ ليس بالضرورة أن يقوم الرجل بمسابقة زوجته في رياضة الجري فقط، وإنما الأمر واسع في ذلك فالمجالات كثيرة فمنها المسابقات الثقافية ومسابقات الحاسب الآلي، وبعض الرياضات المناسبة للزوجين والألعاب المباحة شرعا التي لا تصد عن ذكر الله وعن الصلاة. إن بعض الأزواج لا يحاول التجديد في حياته الزوجية ويُصر على العادات والتقاليد القديمة، وبهذا الجمود وعدم التجديد يجد ان حياته جامدة ولا يذوق طعم الحياة الزوجية كما يتذوقها غيره من المجددين لحياتهم الزوجية، ومن صور ذلك الجمود عدم السفر بالزوجة خارج منطقته لتغير الجو كما يقال، ويرى ان السفر فيه إسراف وتبذير ويرى أموراً أخرى، وهذا ليس بصحيح إذ ان السفر فيه تجديد للحياة الزوجية وزيادة في المحبة والألفة، ومن صور ذلك الجمود عدم الذهاب بالزوجة إلى خارج المنزل للتنزه في الحدائق والمتنزهات وبعض المطاعم التي يمكن المحافظة على الآداب الإسلامية والشرعية فيها. إن أي وسيلة مباحة تؤدي إلى زيادة أواصر المحبة والألفة بين الزوجين مطلوبة في الحياة الزوجية، وان الحواجز والرسميات متى ما تواجدت في هذه الحياة الزوجية فإن هذه الحياة الزوجية تعتبر حياة مملة لا طعم فيها. إن النفس تحتاج إلى ما يُرفه عنها ويبعدها عن الروتين الممل في الحياة ويخفف عنها ما يأتي عارضاً من الهموم والضوائق النفسية. إن الزوج الحكيم يستطيع بحكمته أن يكسب ود زوجته وحبها بأمور لا تكلفه شيئاً كثيراً، ومن ذلك المزاح المناسب وادخال الطرائف التي تضفي على الحياة الزوجية الألفة وجواً من المرح، وكذلك الحال بالنسبة إلى الزوجة الكريمة يُطلب منها ما يُطلب من الرجل في هذا الأمر. إن بعض الأزواج لديه روح مرحة يستطيع إضحاك الصخر الجامد، وهذا النوع من الرجال يشارك بهذه الروح الطيبة التي لديه في تخفيف ما لدى الزوجة من الهموم وما لدى الأسرة بشكل عام إذ انه يصنع الطرفة من المواقف العادية، ويكون لذلك الرجل الأثر الأكبر في سعادة زوجته بشكل خاص وسعادة أسرته بشكل عام، وكذلك الحال عند بعض الزوجات المرحات فإن لهن دوراً بارزاً في سعادة أنفسهن وأزواجهن وأسرهن. إن الزوج الذي يتعامل مع زوجته وأسرته معاملة رسمية ومعاملة جافة فإنه يُدخل على أهل بيته دوائر من الاحزان ويجعل أهل بيته يعيشون الحزن والشقاء لأن البسمة غائبة عنهم ولا يعرفونها، حيث ان رب المنزل من المستحيل ان يبتسم لا مع الصغير ولا الكبير ولا القريب ولا البعيد حتى ان بعض الناس يسميه من كثرة عبوسه (بالوجه الودر وهذه التسمية من تسميات العوام)، ولا يتجاوب مع الفكاهة والطرفة أبداً وربما انه يضحك مرة من المرات فتحتفل الأسرة بذلك، وربما انه إذا ضحك وافترقت شفتاه عن بعضهما البعض للضحك والابتسامة من الصعوبة بمكان ان تعود إلى مكانها الأول إلا بعد تدخل الطبيب لأنه لم يتعود على الضحك، وتجد ان زوجته وعائلته يعيشون فصولا من الأحزان، وتراه يستخدم بعض الكلمات الجارحة لزوجته أثناء الحديث معها أو عنها، كأن يناديها بالعجوز إذا أراد الحديث معها أو يقول لها وكأنها بهيمة - أكرمكم الله - (يا هيش) أو بكلام قريب من ذلك، فتتأثر الزوجة بهذا الأسلوب من زوجها حيث يدخل عليها نوعا من التعب النفسي إذ إن المرأة لا تحب أن يقول أحد عنها انها عجوز أو كبيرة في السن وبعض النساء تسألها كم عمرك؟ فتقول 30 سنة وبعد عشرين سنة تسألها وتقول كم عمرك؟ فتجيب 32 سنة!! وكذلك بعض النساء يشاركن في ادخال جو من الحزن والكآبة على أسرهم وذلك لأن هذه المرأة نفسها لا تعرف البسمة ولا تحب السرور والبهجة على حد قول العوام (ثقيلة طينة)، وربما انها مع ذلك تتسبب في كثير من المشاكل والتعقيدات داخل محيط الأسرة، وتسبب لزوجها حالة من الحزن والتعب النفسي، ولو طلب منها تحضير رسالة في الماجستير في ايجاد النكد والمشاكل للزوج لنالت تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وحصلت على الماجستير والدكتوراه. إن قضية الجمود وعدم التجديد في الحياة الزوجية قد تكون ظاهرة، وتحتاج إلى علاج. إن أنفع علاج لهذه الظاهرة السعي لجلب ما يشرح الصدر ويبدد الأحزان والقضاء على كل ما يُعكر صفاء النفس، لكي تتقبل التجديد وتترك الجمود، ويستطيع الإنسان الوصول إلى ذلك إذا رجع لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} فالله قد تكفل بجعل حياة من آمن به وعمل عملاً صالحاً حياة سعيدة بعيدة عن الأحزان، وقال في آية أخرى {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وبعض الناس لا يحافظ على الأذكار المشروعة، وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا). إن المسلم الملتزم بطاعة الله له نفس زكية مطمئنة سعيدة، وينقل هذه السعادة التي عنده للآخرين لأنه يعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). وقفة مع هذه الأبيات، قال الشاعر: أيّهذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك في الورد وتعمى ان ترى فوقها الندى اكليلا هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا *Saad [email protected]