مر منذ أيام تمام 100 يوم على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، وكان ذلك في يوم الإثنين الموافق 26-6- 1426ه حيث فقدت الأمتان العربية والإسلامية قائداً نذر حياته لخدمة دينه ثم أمته، وقائداً عظيماً، حيث كان المصاب الجلل أحزن قلوب الشعب السعودي، وكان عزاؤنا الوحيد هذا الخلف الذي هو خير خلف لخير سلف.. حيث توافد المواطنون إلى قصر الحكم لتعزية ومبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملكاً لهم وبداية عهد جديد. والسعوديون يملؤهم التفاؤل في هذا العهد الجديد الذي هو امتداد للعهود السابقة التي أضافت جميعها للوطن والمواطن الرّقي والأمان. وها نحن نعيش عهداً جديداً تحت حكم فارس ابن فارس، الذي شرفه الله بحمل هذه الأمانة العظيمة، وما أثقلها من أمانة وأثقلها من حمل في قيادة أرض الحرمين، قِبلة أكثر من مليار مسلم، في هذه الظروف شديدة الصعوبة، التي يمرّ بها عالمنا الإسلامي، فكما عاهدتم الله ثم عاهدتم شعبكم فإن الله سوف يعينكم، وشعبكم يعاهدونكم على الوفاء والحب. وها نحن نعيش تاريخاً حافلاً بالعطاء بمسيرة الوالد الحنون والقائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. وعلى الرغم من قصر مدة تولي خادم الحرمين الحكم إلاّ أن الإنجازات الكبيرة أدخلت الفرح والسرور في نفوس المواطنين. ومن أهم الإنجازات صدور أمر ملكي بزيادة رواتب الموظفين بنسبة 15% حيث انشغلت الهواتف بالتهاني والاستبشار وكانت ردود الأفعال إيجابية. هذا أكبر دليل على تلمس خادم الحرمين الشريفين حاجات الناس وسوف يكون له صدى جيد عند جميع المواطنين. وصدور أمر ملكي رحيم بزيادة المساعدات لمستفيدي الضمان الاجتماعي بنسبة 100% وهذه مبادرة إنسانية قد لهجت له بها الألسنة بالدعاء والثناء، وتوالت مكرمة ملك الكرم بإصدار مرسوم ملكي بالموافقة على إنشاء عدد 6 كليات في مدن عدة من مدن مملكتنا الحبيبة، واهتمامات المقام السامي بالقطاع العسكري وأمره الكريم بترقية عدد كبير منهم. ولم يقتصر الأمر على هذا بل امتدت يداه الكريمتان لمساعدة باكستان في مأساتهم، حيث أمر بمد جسر جوي بما يحتاجون إليه من غذاء ودواء وغطاء، بالإضافة إلى أمره الكريم بفتح باب المساعدة للشعب الباكستاني المنكوب من قبل الشعب السعودي. وقد بادر خادم الحرمين الشريفين بتقديم المساعدة إلى الشعب الباكستاني وافتتح باب المساعدة بتقديم عشرة ملايين ريال وتبرع ولي العهد (حفظه الله) بخمسة ملايين ريال وتوالت المساعدات إلى نهاية شهر رمضان المبارك، والتي بلغت أكثر من 256 مليون ريال كمساعدات نقدية هذا غير المساعدات العينية. وهذا ليس بغريب على مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله). بجانب التواضع والشجاعة والرحمة الشفقة. وكان ومازال اهتمامه البالغ بالمواهب وتنميتها فهو رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. وها نحن نحظى بحكام نهجهم الدستور وشعارهم الرقي والأمن والاستقرار فهؤلاء الفوارس من فارس عظيم وسوف يستمر رقي مملكتنا تحت راية التوحيد، وتحت حكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي هو ملك الإنسانية وملك الرحمة. ولن أنسى كلمات انطلقت من شفاه صادقة مخلصة حيث قال - حفظه الله -: (أشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة وأستمد العون من الله عز وجل، وأعاهد الله وأعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً، والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل بين المواطنين كافة بلا تفرقة). فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر ويرحم من اختارهم الله إلى جواره، وأن يطيل عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سلطان بن عبدالعزيز، وأن يبارك لهما في عمريهما، ويعينهما على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، وان يكون عهداً زاهراً مثمراً، وأن ينقرض الإرهاب من وطننا خاصة، ومن العالم عامة. هذا ما استطاع خطه قلمي، ولكن يبقى الكثير في جعبتي، وما ورد غيض من فيض. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.