(كل عام وأنتم بخير).. نغمة ينتظرها الكبير قبل الصغير، تبعث الجذل والسرور.. مفعمة بالأمل الذي تشرئب له الأعناق، فنهنئ من الأعماق، وتنبض أحاسيسنا بالمحبة، وبكل جارحةٍ ندعو للجميع بالخير. العيد تتفتح له كل الأماكن، وتبرز صوره في الشكليات، ونلمح أبعاده في الدوافع؛ ففيه انتظار عودة الغائب وموعد التلاقي، ونسيان الألم، ونبذ الحقد ودفن الضغائن، وإحياء العلاقات الميتة، وإيقاظ الشعور الغارق في سبات. العيد فرحة الفقير بعطاء الغني، وفرحة اليتيم بحنان القريب والبعيد.. وانتفاع البائع وتشغيل العاطل، واشتعال لهيب القرائح التي تنشر دفء روعة الأشعار وأسمى الأفكار.العيد رمز الإيمان وشعار للتعاون والإخاء والنوايا البيضاء.. ويبعث في النفس سمو الابتسامة ولذة العطاء، وفيه أنس الأحباب وحبور الأصحاب. العيد تواضع الناس للناس، وتعبير عن البهجة وقتل الهموم، فنتذكر دائما أن الفرح لا يمكن إلا بإشاعة الروح الطيبة، وقد بنينا له صرحاً شامخاً من الحب الصادق، تعلوه راية السلام والتوحيد في قلوبنا؛ فالأمة بلا وطن وأمان، تعيش في عالم النسيان.. والأمة بلا إيمان يخيم عليها الجهل والعصبية، وتحكمها الشهوات والأفكار الهدامة؛ فيضعف كيانها وتقصر نظرتها المستقبلية، ويفتك بها الداء، وتنتهي تحت وطأة القتل والتشرد. فلك يا وطني حبي الثرّ من أقصى الشعور.. ويفيض لك كيان الإنسانية بالتهاني.. بكل الكلمات وأرقى المعاني.. فها قد عدت يا عيدنا وتحت ظلك ذكريات أسلاف وأحلام أخلاف.. وعدت بحلو الكلام، وحلوى تدوم لأيام.. عدت وبين أعيننا آمال شعب كريم.. في مليك عظيم، الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين.. فلك يا وطني الولاء والتقدير.. ويرعاك الله؛ إنه على كل شيء قدير.