يخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان لا يملك في هذه الدنيا أي شيء حتى الغطاء الذي يستره بعد الولادة ربما لا يجده أحياناً إذا كان غير متوفر، ثم يبدأ حياته طفلاً يتعلم من والديه أصول التربية الإسلامية الصحيحة، ثم شاباً ناضجاً يكافح ويبحث عن مستقبله ثم شائباً يتوقف عن ممارسة حياته العملية ليعود كما خُلق .. يحتاج لمن يقف معه ويعيد إليه أيام الصبا ويذكّره بمحاسنه لا بسيآته التي خلفها إبان عمره المديد. هذه المقدمة تجعلنا نتفكَّر في من نسوا أو تناسوا أن الله الذي خلقهم هو الذي منَّ عليهم بالمال ومنَّ عليهم بمناصب عملية لم تكن عندهم في الحسبان، فهم لم يراعوا هذه النعمة وأخذهم في ذلك غرورهم بأنفسهم وكبرياؤهم والتّعالي على الناس. كيف لا وأنت ترى إنساناً منّ الله عليه بنعمته التي ربما جعلها الله له نقمة لأنه لم يسيّرها في طريقها الصحيح فهو لم يعطف على مسكين ولم يساعد فقيراً وإنما أصبح همه الأول والأخير هو جمع المال الذي يعلم أنه سوف يتركه لغيره عاجلاً أم آجلاً.. أو ممن منَّ الله عليه بمنصب إداري تعالى فيه على موظفيه وعلى أقربائه وأصدقائه وهو يعلم أن ما أصبح فيه اليوم من منصب سوف يدعه باكراً لغيره. فهل فعلاً يعي البعض منا أن الدوام لله سبحانه وتعالى وأن ما تقدمه لغيرك من خدمة تتشرف بها سوف تبقى وساماً لك في باقي حياتك. لاشك أن هناك من لهم أياد بيضاء في فعل الخير وتلمس حاجات المحتاجين والمعسرين ولم يكن المال عندهم سوى لفعل الخير والتقرب به إلى الله فهؤلاء سوف يبقى ذكرهم في حياتهم وبعد مماتهم. ولا شك أن هناك الكثيرين ممن يتوقف بهم العمل.. إما للتقاعد أو لغيره فيجدون من يذكر حسناتهم.. وهناك أيضاً ممن يتوقف بهم العمل لنفس السبب فلا يجدون من يذكر حسناتهم. [email protected]