إن ذكرى اليوم الوطني للمملكة تعيد إلى أذهاننا كل مشاعر الاعتزاز والافتخار التي تحقَّقت لهذه البلاد بفضل الله - عزَّ وجلَّ - أولاً ثم بفضل الكفاح المر الذي قاده مؤسس وموحّد هذا الكيان العظيم جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي جعل الشريعة الإسلامية منهاجاً لهذه البلاد في جميع أمورها وسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد ليعم بذلك الرخاء والرفاه كافة أرجاء مملكتنا الحبيبة. إن النهضة الحضارية التي تعيشها بلادنا في جميع المجالات جاءت بفضل الله ثم بفضل الدعم المتواصل والرعاية الكريمة من لدن قيادتنا الرشيدة لتوفير كل سبل الراحة للمواطنين في كافة مناطق المملكة، فالقاصي والداني يلمسان مدى التطور الكبير الذي تشهده بلادنا في كافة الميادين والمجالات فخطط التنمية ترسم وفق دراسة علمية دقيقة أُسس التطور والتقدم لوطننا المعطاء. وقد أيقنت حكومتنا الرشيدة مدى الحاجة إلى مواجهة التحديات التي تفرضها معطيات العصر الحالي بما تحمله من تطورات تقنية وعلمية سريعة ومتلاحقة وذلك بالسعي إلى تحديث وتطوير العملية التعليمية وخاصة في المجال التقني والفني وإلى تطوير أنظمة الاستثمار وإعطاء القطاع الخاص مزيداً من الدعم ليقوم بدور مكمل للقطاع الحكومي من أجل دعم مسيرة التنمية في مملكتنا الغالية. والخدمات الصحية كغيرها من الخدمات الحيوية والضرورية فقد أُوليت الاهتمام التام من قبل ولاة الأمر - حفظهم الله - حيث تنتشر في طول البلاد وعرضها مئات المراكز الصحية وعشرات المستشفيات العامة والمرجعية والتخصصية مما جعل المواطن يتلقى العلاج اللازم وهو في مكان إقامته، وبين أهله وذويه دون الحاجة للسفر طلباً للعلاج بالخارج. وبلغت المملكة في مجال تكامل البنية الصحية الأساسية ما يؤهلها لمصاف الدول المتقدِّمة، حيث بلغ عدد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة (204) مستشفى يصل إجمالي عدد أسرّتها إلى (28751) سريراً ما بين مستشفى عام ومرجعي وتخصصي، كما بلغ عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية (1848) مركزاً صحياً يزورها حوالي (53) مليون مراجع خلال عام واحد. أما القوى البشرية فالطبيب السعودي أصبح محط إعجاب وتقدير، بل إن عدداً من أطبائنا السعوديين برعوا في تخصصاتهم وأصبحت لهم مكانة علمية في المحافل الصحية العالمية، كما أن هناك خدمات صحية تقدَّم طوال العام للحجاج والمعتمرين وزوار مسجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتعزّز هذه الخدمات في مواسم الحج لتقديم كافة الإمكانات الصحية خدمة لضيوف الرحمن، حيث يوجد (20) مستشفى و(189) مركزاً صحياً تقدِّم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام بكل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وهنا تبذل حكومتنا الرشيدة - أعزَّها الله - جهوداً كبيرة وتقدِّم خدمات متميزة لراحة الحجاج والمعتمرين ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى. وإنني بهذه المناسبة الكريمة أرفع إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين - حفظهم الله - وإلى الشعب السعودي أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الغالية على نفوسنا جميعاً، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها ورخاءها وأن يحفظها من كل سوء ومكروه. *) وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير.
