سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د.الرويشد: شعار المسابقة يؤكد أن السعودية مملكة الإنسانية والحب والسلام وزارة التربية والتعليم تحتفي بمسابقة الرياض الدولية لإبداعات أطفال العالم..السبت القادم
تستعد حالياً وزارة التربية والتعليم ممثَّلة في الإدارة العامة لشؤون الطلاب - النشاط الفني والمهني لإقامة حفل توزيع جوائز مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال الأولى وافتتاح المعرض الخاص للأعمال المشاركة فيها، وذلك يوم السبت القادم بعد أن قامت اللجنة الفنية للمسابقة بإنهاء مهامها المتعلقة بالإعداد النهائي لها، حيث شُكِّلت لجان ذات خبرة في مجال فرز الأعمال المشاركة والمرسلة من مختلف الدول العالمية مروراً بتنسيقها وتقسيمها إلى فئات عمرية وصولاً إلى تحكيمها وإعدادها للعرض. وكانت المسابقة قد أعلنت في الثالث عشر من ربيع الأول من عام 1426ه الموافق 25- 4- 2005م ووُجِّهت فيها الدعوة إلى أكثر من ست وثمانين دولة عربية وإسلامية وصديقة عبر سفاراتها في الرياض، بالإضافة إلى جميع مدارس المملكة عن طريق إدارات التعليم بنين وبنات والمدارس السعودية في الخارج كما حُدِّد آخر موعد لاستلام المشاركات في العاشر من رجب لعام 1426ه. هذا، وقد تلقت اللجنة الفنية مشاركات من إحدى وعشرين دولة، بلغ عدد الأعمال (5117) لوحة، وهي تمثل إجمالي الأعمال التي دخلت المسابقة مع استبعاد عدد من المشاركات لتأخُّر وصولها في الوقت المحدَّد. ***** لجان التحكيم والفرز وتجهيز الأعمال شكِّلت لجنتان تتولى فرز الأعمال وتجهيزها للتحكيم وإعداد المعرض، إحداها رجال، والثانية سيدات، على النحو التالي: - اللجنة الأولى:الفرز الأستاذ سليمان الرويشد مشرف النشاط الفني تعليم الرياض رئيساً، وعضوية كل من: الأستاذ إبراهيم اليحيا مشرف النشاط الفني تعليم الرياض، والأستاذ عبد الله السناري معلم تربية فنية، والأستاذ حسن الغامدي معلم تربية فنية، والأستاذ مجاهد العبد المنعم معلم تربية فنية، والأستاذ عبد الله الهويشل معلم تربية فنية، والأستاذ عبد الرحمن المزيعل معلم تربية فنية، والأستاذ رائد المنيف معلم تربية فنية، والأستاذ بندر الضعيان معلم تربية فنية. - اللجنة الثانية:الفرز الأستاذة هناء الشبلي مشرفة مركزية تعليم البنات رئيساً، وعضوية كل من: الأستاذة منال الرويشد مشرفة مركزية (تعليم البنات)، والأستاذة حصة الدحيم مشرفة مركزية (تعليم البنات)، والأستاذة وردة الرزوق مشرفة مركزية (تعليم البنات)، والأستاذة عائشة الحارثي مشرفة مركزية (تعليم البنات). تجربة ناجحة ومتميزة خلال إجراء الفرز والانتقاء والتجهيز للتحكيم كان لنا لقاء مع مجموعة أعضاء اللجنة الأولى الذين أجمعوا على أن التجربة متميزة وناجحة. وأشار رئيس المجموعة الأستاذ سليمان الرويشد إلى أن التعامل مع مسابقات رسوم الأطفال لم يكن جديداً علينا وعلى الزملاء أعضاء اللجنة، فتجاربنا المحلية غنية، إنما الأمر يتعلق بإبداعات عالمية، إضافة إلى وجود تفاوت في المستويات من دولة لأخرى، والعدد لم يكن قليلاً مقارنة بالوقت المحدد لإنجاز المهمة، ولكننا - ولله الحمد - مستعدون لمثل هذه المناسبات. كما تحدث الأستاذ إبراهيم اليحيا قائلاً: نحن سعداء بهذه المناسبة، وخصوصاً أننا قدمنا الكثير من المعارض والمسابقات المحلية، ولهذا فالتعامل مع أعمال عالمية أتاح لنا فرصة لمعرفة الكثير. ويؤكد الأستاذ عبد الله السناري ما جاء في حديث الأستاذ اليحيا مضيفاً أن مصدر السعادة يكمن في أنه أصبح للمملكة حضور عالمي في مجال إبداعات الأطفال، وأصبح لنا مسابقة تنافس مثيلاتها على مستوى العالم. أما الأستاذ حسن الغامدي فيقول: إن مجرد إقامة مسابقة سعودية لرسوم الأطفال يؤكد مدى اهتمام الدولة الرشيدة بهذا الجانب ابتداء من أبنائها وصولاً إلى أطفال العالم. أما الأستاذ مجاهد العبد المنعم فقد أكد على ضرورة الاهتمام بالوقت، وأشار إلى أنه ليس بين الوقت الذي وصلت فيه الأعمال ووقت إقامة المسابقة مسافة كافية، وعلى رغم ذلك نحن سعداء بتنفيذ المهمة الموكلة إلينا، وهذا عائد إلى دعمنا لها ووقوفنا مع الفكرة التي نتمنى أن تكون خطوتها القادمة أكثر تفادياً للأخطاء. الأستاذ عبد الله الهويشل شكر المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على إنشاء هذه المسابقة، وأضاف أن سعادتهم تكمن في أن المسابقة كما أشار إليها أعضاء التحكيم تعد الأولى على المستوى العربي، وهذا أمر نعتزُّ به وينسينا تعب أي مجهود قمنا به. الأستاذ عبد الرحمن المزيعل قال: إنني لن أزيد على ما جاء من الزملاء، وأؤكد أن الخطوة الأولى محفوفة بالأخطاء، ومع ذلك لا نعد ما شاب المسابقة من قصور، وخصوصاً موعد الدعوة والإعلان عنها الذي جاء في وقت قليل، أمراً يقلل من أهمية الفكرة وإعلانها عالمياً. الأستاذ رائد المنيف علَّق بشكل موجز عما تحدث به زملاؤه قائلاً: إن المسابقة رائعة، والفكرة رائدة على المستوى العربي، وما نقوم به فرصة أتاحت لنا أن نطلع على مستوى الرسم العالمي عند الأطفال ومستوى وحجم تلقِّيهم للتوجيه من قِبل معلميهم، إضافة إلى أننا استطعنا التعرف على مستوى أعمال أطفالنا الذين نمارس تنظيم معارضهم بشكل مستمر داخل الوطن، وأن تلك الأعمال لا تقل بأي حال بقدر ما تزيد على أعمال أطفال العالم بأنها أكثر إشراقاً وتفاؤلاً. أما الأستاذ بندر الضعيان الذي نختتم به المجموعة فيضيف أن ما تتمتع به بلادنا من علاقات دولية في مختلف الجوانب، ومنها الجانبان الثقافي والتربوي، جعلها مثار إعجاب وحب مختلف الشعوب، ولهذا كانت الاستجابة من دول كثيرة عالمية، مع أن الدعوة لم يكن إعلانها في وقت يتيح الفرصة للأكثرية، ومع هذا فالتجربة ناجحة، والخطوة القادمة كفيلة بأن تؤكد النجاح. لجنة التحكيم بعد مرحلة الفرز والانتقاء تم تسليم رسوم الأطفال إلى لجنة التحكيم التي تضمنت أسماء عربية وعالمية ومحلية من فنانين ونقاد وخبراء في رسوم الأطفال على النحو التالي: الأستاذ صالح العمري مشرف عام النشاط الفني - وزارة التربية والتعليم (رئيساً)، وعضوية كل من: الدكتور أحمد باقر (أستاذ مساعد للفنون الجميلة - جامعة البحرين)، والبروفيسور قاو فينج (مدير معهد الفنون البصرية - تايوان)، والأستاذ طلال معلا (مدير المركز العربي للفنون التشكيلية - الشارقة)، والأستاذ عبد العزيز الناجم (معلم تربية فنية - فنان تشكيليي - تعليم الرياض). وبهذا تكون المسابقة قد مرت بمراحل ثلاث: المرحلة الأولى فتح الإرساليات التي وصلت في الموعد المحدد وفرزها، يليها مرحلة حصر المشاركات وتصنيفها بناء على الأعمار، ثم مرحلة التقييم النهائي التي رُشِّح من خلالها الفائزون، وعددهم ستة وثلاثون فائزاً، بناء على تقسيمهم إلى ثلاث فئات عمرية: (من سن السادسة إلى التاسعة، ومن سن العاشرة إلى الثالثة عشرة، ومن سن الرابعة عشرة إلى الثامنة عشرة)، وُزِّعت إلى مستويات، لكل مستوى أربع جوائز ذهبية وفضية وبرونزية. رأي لجنة التحكيم حول دور لجنة التحكيم والمهام التي أُنيطت بها تحدث ل(الجزيرة) رئيس اللجنة الفنية الأستاذ صالح العمري قائلاً: في رأيي حول نتائج مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال الأولى 2005م التي نعد حالياً لحفلها الختامي وإقامة معرض للأعمال الفائزة أنها جاءت كما توقعنا، فلم يكن وصول عدد (5117) لوحة من رسوم الأطفال من مختلف دول العالم المدعوة رقماً مشجعاً كثيراً، لكنها الخطوة الأولى على الطريق، كما أن هذا الرقم من المشاركات جاء منطقياً لقصر الفترة الزمنية بين موعد إرسال المشاركات وآخر موعد لتلقِّيها، كما أننا لم نوفَّق كثيراً - في رأيي - في اختيار موعد المسابقة؛ حيث أرسلت الدعوات في نهاية الفصل الدراسي الماضي ضمن فترة الإجازة المدرسية لأغلب الدول وكذلك لنا. إلا أن اللجنة المنظمة للمسابقة حرصت على إقامتها في وقتها مهما كانت الظروف؛ حتى لا تتأخر أكثر مما تأخرت، ومع كل ذلك وبفضل الله تعالي تمكَّنا من إطلاقها في موعدها الذي سبق تحديده في دعوة المشاركة. وأعتقد أن هذه التجربة مهمة كثيراً لنا، وذلك بمشاركة أهم الأسماء من المختصين والنقاد والفنانين من الخليج والوطن العربي وآسيا، وهم الدكتور الفنان أحمد باقر أستاذ الفنون الجميلة في جامعة البحرين وأحد رواد الحركة التشكيلية في المنطقة، والأستاذ الفنان طلال معلا مدير المركز العربي للفنون التشكيلية بالشارقة أحد رموز الفن التشكيلي في المنطقة، والبروفيسور قاو فينج مدير معهد الفنون البصرية في تايوان. الذين عرفت منهم أيضاً أن مسابقة الرياض تعدُّ المسابقة الدولية الأولى في الوطن العربي، وهذا مصدر اعتزاز وفخر لنا جميعاً، بالإضافة إلى الأعضاء من داخل المملكة وبقية أعضاء اللجان الفنية من مختصين وفنانين. وأجدها فرصة جيدة لأقدم لهم جميعاً الشكر الجزيل على ما بذلوه من جهود مهمة لهذه المسابقة في دورتها الأولى، ونأمل من اللجنة المنظمة للمسابقة أن يتواصل العطاء والتعاون معهم في الدورات القادمة للمسابقة، وأن نوفق في تقديم مستويات أفضل لنحقق الغايات السامية من هذه المسابقة الدولية؛ لتصل بإذن الله إلى مصافِّ مسابقات رسوم الأطفال العالمية الكبرى. نتيجة المسابقة اعتمدت لجنة التحكيم على ضوابط ومقومات عالمية عند تحكيم المسابقة، إضافة إلى تطبيق الشروط التي رافقت الإعلان عنها، ومنها أن يكون الرسم من عمل الطالب نفسه دون تدخل مباشر، وأن يعبر الرسم عن موضوع المسابقة، ولا تُقبل الأعمال التي سبق المشاركة بها، كما يجب ألا يشير الرسم إلى شخصية محددة أو جهة بعينها. وخرجت لجنة التحكيم بالنتائج التالية موزَّعة على الفئات الثلاث الذهبية والفضية والبرونزية:ثماني جوائز لسيريلانكا، ست جوائز لتايوان، أربع جوائز للمملكة العربية السعودية، جائزتين للإمارات، أربع جوائز لمصر، جائزتين للبحرين، ثلاث جوائز لبنجلادش، وجائزة واحدة لكل من: سوريا، وكوريا الجنوبية، وبروناي دار السلام، وهونج كونج، والفليبين، وروسيا، وألمانيا. الفائزون من المملكة فاز في المسابقة أربعة أطفال من المملكة على النحو التالي: فازت شيخة فهد عبد الرحمن الموسى، العمر سبع عشرة عاماً، من المرحلة الثانوية بالجائزة الذهبية. وفاز الطفل عبد العزيز موسى مجهلي، العمر إحدى عشرة سنة الصف الرابع بالجائزة الذهبية. وفاز سلطان عبد الله خضران المالكي، العمر تسع سنوات من الصف الثالث بالجائزة الفضية. وفاز بالجائزة الفضية أيضاً الطفل فيصل محمد مخلد الحربي، العمر أحد عشر عاماً من الصف الخامس. المسابقة والاهتمام الرسمي الجدير بالذكر أن المسابقة تأتي بناء على موافقة سامية بإمضاء خادم الحرمين الملك فهد - يرحمه الله - في خطاب موجَّه إلى معالي وزير التربية والتعليم تجاوباً مع المقترح الذي تقدَّم به معاليه، وهي تؤكد مستوى الاهتمام الكبير بالطفل وإبداعاته والأخذ بمختلف سبل بنائه فكراً وجسداً وقدرات ضمن إطار تربية إسلامية. لمحات موجزة في صفحة سابقة اشتملت على تفاصيل المسابقة تحدث عدد من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم عن المسابقة نوجز بعض ما جاء فيها، فقد تحدث ل(الجزيرة) الدكتور محمد الرويشد وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لشؤون الطلاب المشرف العام للمسابقة؛ حيث قال: (نبعت فكرة إقامة مسابقة دولية لرسوم الأطفال يكون شعارها (حب السلام والوئام بين شعوب العالم) من كون المملكة العربية السعودية منبع الإسلام الذي هو دين المحبة والسلام، وتأكيداً على دور المملكة الرئيس في ذلك، مضيفاً أمله في أن تكون هذه المسابقة رافداً، ولو بسيطاً، يسهم في نشر العطاء السعودي وتأكيداً للشعار الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين (السعودية مملكة الإنسانية). كما جاء في حديث الأستاذ سعد العقيل مدير عام نشاط الطلاب في وزارة التربية والتعليم رئيس اللجنة التنفيذية للمسابقة: إن مسابقة الرياض الدولية الأولى لرسوم الأطفال في ظهورها الأول تحت شعار (العالم بدون سلاح) تقدم للعالم رؤية المملكة وأبنائها وتطلعهم إلى عالم يعمه السلام والمحبة والإخاء، ونأمل من خلال هذه المسابقة أن تقدم الصورة الجميلة لشخصية الطفل السعودي المُحِبَّة للسلام. ومن جانبه تحدث الأستاذ جهاد بن صالح زين العابدين مشرف عام النشاط الفني والمهني بوزارة التربية والتعليم قائلاً: إن مسابقة الرياض الدولية الأولى لرسوم الأطفال عبارة عن رؤيا حالمة للمختصين في النشاط الفني والمهني بوزارة التربية والتعليم، تحققت - ولله الحمد - لتطوير وتحسين قدرة التربويين على التعامل مع رسوم الأطفال، وهي أيضاً وسيلة لتعريف المجتمع بأهمية رسوم الأطفال في الدراسات الاجتماعية والنفسية، فهي توفر قراءة مباشرة لما يدور في فلك الطفل من هموم. معارض رسوم الأطفال والاهتمام الدولي بعد هذه الخطوات وهذا الإنجاز السعودي العالمي لنا أن نعود إلى الحديث عن رسوم الأطفال وعن أهمية مثل هذه المسابقات العالمية، فقد يطرح البعض ممن لا يعون أو يتابعون مثل هذه المسابقة على المستوى العالمي سؤالاً حول أهمية مثل هذا النشاط، وقد يرى البعض أن الأمر لا يحتاج إلى مثل هذا الجهد، ولهذا وعبر هذه الصفحة وتقديراً للقيمة التربوية والإبداعية لهذه المناسبة وحجم اهتمام المسؤولين على أعلى مستوى بدعمها وتنفيذها نشير إلى أن الاهتمام بفنون الطفل بشكل عام وبالرسم بشكل خاص لم يكن وليد الفترة الزمنية القريبة بقدر ما كان ولا يزال هاجس العلماء والمتخصصين والباحثين في أمور الطفل المختلفة، وفي مقدمتها النفسية والسيكولوجية، منذ ما يقارب الستين سنة، باعتبارها مادة سيكولوجية يمكن الخروج منها بالعديد من الدلالات لثرائها فيما يتعلق بالذكاء ومستوى النضج إضافة إلى معرفة مختلف مجالات الشخصية وما يؤثر فيها. لهذا وجد العلماء المتخصصون أن رسوم الأطفال أكثر أنواع الفنون أهمية من وجهة النظر السيكولوجية، مع بقاء هذا الاعتراف إن صح التعبير فترة بعيدة تعود إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر. ومن بين الأسماء المهمة في المجال منذ هذه الفترة المبكرة بيريز 1888م، وبارنز 1893م، وبلدوين 1894م، وبراون 1897م، وكلارك 1902م، ولوكيه 1913م. فقد وجد الباحثون والعلماء أن هناك الكثير من الجوانب التعبيرية والانفعالية في رسوم الأطفال تكشف بعض خصائص الشخصية، حيث تستمد أهميتها في كثير من الأحيان من التحليل النفسي.ولهؤلاء العلماء والباحثين تجارب عديدة أصبحت مرجعاً مستقبلياً يعتمد عليه في هذا المجال، ومنها ما قامت به الباحثة ماكوفر عام 1949م باستخدامها رسوم البالغين والمراهقين لمعرفة وتفسير خصائص الشخصية المرضية لديهم. مع ما قام به دينس 1960م بالبحث والدراسة في مجموعة من رسوم الأطفال ذات المنحى الإنساني للتعرف على القيم الاجتماعية. إضافة إلى ما أورده العالم هاريس 1963م حول كتابات بعض الرواد والمتخصصين في هذا الجانب بأنها كانت وصفية مع ما يتبعها من البيانات الإحصائية؛ مما جعل من هذه البحوث والتجارب في رسوم الأطفال إسهامات مبكرة كان لها الفضل في إلقاء الضوء على الارتقاء العقلي لدى الأطفال وتبيان الفروق الفردية. أما الباحثة كوبتيز 1968م فقد وصلت إلى اكتشاف وتقدير التوافق الانفعالي وارتقاء الطفل بالأسلوب نفسه الذي استخدمته جودانف ثم هاريس مستخدمة رسوم الأطفال للشكل الإنساني. أما الباحثة لونفيلد عام 1970م فقد عدَّت الاهتمام برسوم الأطفال تأكيداً على دور الفنون التعبيرية في الارتقاء بالذائقة العامة والتوافق الإجماعي والانفعالي على وجه الخصوص. وطبقت كيلوج 1970م المراحل الارتقائية للشخصية من منظور التحليل النفسي في دراستها لتطور رسوم الأطفال. ماذا يعني الرسم عند الطفل؟ مع اختلاف وجهات النظر حول ما يعنيه الطفل بالرسم، أو لماذا يجد الطفل في الرسم مجالاً أكبر للتعبير، إلا أن الجميع يتفق على أن لرسوم الأطفال أبعاداً تختلف عما يقوم به البالغون أو الكبار، فالطفل يتعامل مع إيحاءات فطرية تعتمد على خبراته البسيطة الخاصة في كيفية التعبير، مع أنها تظهر عند الكبار مجرد خطوط عشوائية أو شخبطات لا طائل منها، متجاهلين ما تتضمنه من معانٍ تعني الكثير بالنسبة إليه، فقد يعني أحد أفراد أسرته وقد يعني الأصدقاء بأي شكل يراهم عليه في حالاته النفسية بين الحب والكراهية وهكذا، مع ما تحمله تلك الرسوم من أبعاد فلسفية عميقة المعاني لا زال العلماء يجدون فيها تفسيراً لحالات الطفل ومستوى قدراته الذهنية والابتكارية، وكما يقول بياجيه: إن الطفل يفكر ويلاحظ وهو يرسم، فرسوم الأطفال ثمرة عناء من التأمل والتعمق والإدراك الحسي.أخيراً، علينا أن نقدر ونحترم ونجلَّ هذا الجهد وهذا الاهتمام السعودي بالطفل في بلادنا وفي مختلف بلاد العالم، ولنا أيضاً أن نعتز بأن اختيار المسؤولين عن المسابقة للفكرة أو الموضوع ما يعبر عن حقيقة واقعنا تجاه السلام وتجاه عالم بلا سلاح أو دمار، ولنا أيضاً أن نعتز بتوثيق هذا المنطلق وزرعه في أذهان الأجيال الصغيرة التي ستصبح يوماً قيادات في أوطانهم.