في مثل هذا اليوم من عام 1812 تمكن القائد الفرنسي الأشهر نابليون بونابرت من احتلال موسكو أهم مدن الإمبراطورية الروسية في ذلك الوقت ليضيف إلى نفسه انتصاراً جديداً في حملته على روسيا قبل أن تبدأ سلسلة الهزائم التي انتهت بتبديد الجيش الفرنسي بالكامل وعودة نابليون مهزوما مكسوراً ليجهز عليه الإنجليز بعد ذلك في مواجهة عسكرية انتهت بأسره ونفيه إلى جزيرة سانت هيلانة بالمحيط الهندي حيث مات بها. كان الجيش الفرنسي الكبير قد وصل إلى أبواب موسكو متأهباً لدخولها تحت أسنة الرماح معلناً عن انتصار كبير لكنه وجد أن سكان المدينة تركوها مهجورة ليدخل الجيش الفرنسي فلا يجد أي ناس تقف في الشرفات لمتابعة الجيش المظفر. في الوقت نفسه تعرضت المدينة المهجورة لعمليات سلب ونهب واسعة النطاق بعد دخول القوات الفرنسية في ظل خلو البيوت من أصحابها. واستمرت الحرائق مشتعلة في موسكو عدة أيام. وبعدها أقام الجنود الفرنسيون في المدينة وكان نابليون ينتظر في قصر الكرملين يتوقع وصول القيصر الروسي إليه في أي لحظة لكي يعلن استسلامه ويعقد معاهدة سلام. ولكن الجيش الروسي في ذلك الوقت كان يعيد تجميع صفوفه بينما الجيش الفرنسي مخمور بنشوة الانتصار السهل في موقعة موسكو. في الوقت نفسه كان القائد الفرنسي مورا على رأس حملة للتوغل الأراضي الروسية لكن هذه الحملة فقدت خطوط الإمداد والتموين وأصابها المرض والجوع ففنيت عن بكرة أبيها تقريبا. وكانت هزيمة حملة مورا نذير شؤم بالنسبة للحملة الفرنسية على روسيا ككل حيث لم يمر وقت طويل حتى تمكن الروس من شن هجوم مضاد على القوات الفرنسية في موسكو وأجبروها على الخروج منها. واستمر تراجع القوات الفرنسية في الوقت الذي جاء شتاء روسيا القارص ليقضي على البقية الباقية منها.