حب الشباب من أكثر الأمراض الجلدية انتشاراً، ويعد من الأمراض المرحلية التي يمر بها معظم الناس في حياتهم وبدرجات متفاوتة، وعندما تكون الإصابة في سن مبكرة غالباً ما تصبح شديدة وتدوم لفترة طويلة، وتعمل على حدوث آثار عكسية نفسية وجمالية مثل الندب والتصبغات الجلدية إذا لم يتم علاجها بصورة مبكرة ومناسبة. ويصيب حب الشباب الجريبات والغدد الدهنية الموجودة في طبقة الأدمة من الجلد، والمنتشرة بكثرة في الوجه والصدر والظهر، وقد تكون الإصابة أولية على شكل رؤوس بيضاء أو سوداء، أو على أشكال ثانوية متعددة مثل البثور أو الدمامل أو الأكياس الدهنية وان أسباب حب الشباب غير معروفة، ولكن هناك عوامل قد تساعد على ظهوره مثل: الاستعداد العائلي، التأثير الهرموني، تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون، والحالة النفسية (يلاحظ زيادة في نشاط حب الشباب في حالة القلق النفسي)، وتناول بعض الأطعمة مثل الكاكاو والمكسرات والحلويات (رغم عدم وجود إثبات علمي لهذه العلاقة) وينتج أيضاً حب الشباب عن طريق تداخل مجموعة من العوامل التالية وهي زيادة حساسية الغدد الدهنية تجاه الهرمونات الذكورية وزيادة واضطراب إفرازات الغدد الدهنية وتكاثر في نمو بعض أنواع البكتيريا وزيادة تقرن وانسداد في قنوات الغدد الدهنية. ويقوم الأكيوتين بإزالة الكمية الزائدة من المادة الدهنية، وكذلك يساعد على فتح المسامات المسدودة وتبلغ مدة العلاج اللازمة 16 أسبوعاً على الأقل والتي تصبح بعدها سليماً من الإصابة لفترة طويلة. وحتى تتحقق الفائدة يجب أخذ كمية تراكمية محدودة لا تقل عن 120 ملجم/كجم من وزن الجسم، وتطول أو تقصر حسب الجرعة اليومية وأن نتائج الأكيوتين المتوقعة هي أن البشرة وكذلك الشعر يفقدان المادة الدهنية مما يساعد على التقليل من ظهور بثور جديدة في الأسبوعين الأولين من العلاج، كما أن بشرة الوجه تبدأ بالتحسن كثيراً قبل بشرة الظهر والصدر وذلك بعد أربعة أسابيع من العلاج وعند الانتهاء من العلاج تكون البثور قد اختفت، ويستمر ذلك التحسن لمدة أسابيع عديدة. وما يجب الإشارة إليه أن دواء الأكيوتين لا يقضي على الندب الموجودة وإنما يعمل على منع حدوث تلف جديد للجلد وتستخدم كبسولات الأكيوتين بأخذه مع وجبات الطعام أو مع القليل من الماء أو الحليب دون أن تمضغها أو تذوبها في فمك، على أن يكون الاستعمال تحت إشراف طبيب الجلدية، حيث لا يجب تداولها أو تناولها دون الرجوع إلى الطبيب أولاً حتى ولو كان الشخص يعاني من حب الشباب، كما يجب أن يحفظ الدواء في مكان آمن وبعيد عن متناول الأطفال ولا تستعمل معه أي علاج آخر لحب الشباب إلا بعد استشارة الطبيب، كما أن معظم الأدوية الأخرى يمكن استعمالها مع الأكيوتين دون حدوث أضرار مثل أدوية الصداع، البرد، عسر الهضم، ولكن يجب عدم تناول فيتامين (أ) أكثر من 4000 إلى 5000 وحدة. ولا تستخدم مع الأكيوتين أي من مشتقات التتراسكلين مثل الدوكسسيكلين، فيبراميسين، المينوسيكلين.. كما يجب عمل تحاليل الدم المخبرية لفحص وظيفة الكبد والكولسترول وثلاثي الغليسريد قبل البدء في العلاج. وهناك آثار جانبية لأنه يعد من الأدوية الفعالة، ولكن يجب أن تتوقع بعض الآثار الجانبية ولكن معظمها يخف تدريجياً بعد الاستمرار في العلاج ويمكن القضاء عليها باستعمال بعض الأدوية ومن هذه الآثار الجفاف وتهييج العينين وآلام وأوجاع في العضلات. وبالنسبة للسيدات فإن العلاج الأكيوتين لا يؤثر على الخصوبة بالنسبة للجنسين، غير أنه ضار بالجنين. (*)استشاري الأمراض الجلدية بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي