إن اللوزتين هما مجموعتان من الأنسجة اللمفاوية تقع بجانبي مؤخرة اللسان، وتشكلان حاجزاً يعمل كجهاز مناعي أولي لحماية الجسم من الجراثيم في منطقة مفتوحة لدخول هذه الجراثيم، وهي الفم والأنف، ولكنهما ليسا الجهاز المناعي الوحيد في الجسم؛ حيث تبين في الدراسات أن حالة الجسم المناعية لا تتأثر بعد استئصالهما، حيث إنه يوجد أنسجة لمفاوية تقع في أماكن أخرى كمؤخرة اللسان والأنبوب الهضمي.. إلخ، بالإضافة إلى الجهاز المناعي في الدم. ويمكن للوزتين مثل أي عضو في الجسم أن يصابا بالالتهابات الفيروسية والبكتيرية حتى التحسسية نتيجة عدوى أو تغيرات جوية أو ضعف مرحلي للمناعة في الجسم. وهناك نوعان من التهاب اللوزتين الحاد، وهما التهاب فيروسي، والتهاب بكتيري. الأول يحدث بعامة في فصل الشتاء أو بداية فصل الربيع، وقليلاً في الفصول الأخرى. ومن أعراضه خمول مع إحساس بالبرودة وجفاف حاد في الحلق مع ألم عند البلع، ويمكن أن تترافق مع انسداد في الأنف وسعال وارتفاع درجة الحرارة عادة يكون بسيطاً وعادة ما تتراجع العوارض خلال يومين أو ثلاثة، ويمكن لهذه العدوى أن تنتقل بسهولة من شخص إلى آخر. أما أعراض الالتهاب البكتيري فهي توعُّك بالصحة وخمول بالجسم وفقدان الشهية وصعوبة شديدة في البلع مع ألم في الأذن أحياناً وصداع، وخصوصاً في البداية، وتقيؤ وإسهال، وخصوصاً عند الأطفال، وتضخم باللوزتين وإمكانية وجود بقع بيضاء أو صفراء على اللوزتين وانتفاخ في العقد اللمفاوية في الرقبة. وبالنسبة إلى المضاعفات يمكن أن تحدث بخاصة إذا لم يتوافر العلاج بشكل فعال وسريع، ومنها مضاعفات ناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة تحصل كثيراً عند الأطفال، من أهمها جفاف الجسم نتيجة التعرق والتقيؤ والتشنجات الحرارية التي تعدُّ حالة طارئة تتطلب التدخل الطبي السريع في المستشفى، أو خراج صديدي حول اللوزتين؛ حيث يشتد الألم والحرارة ويصبح فتح الفم محدوداً على الرغم من تناول المضادات الحيوية، أو التهاب الأذن الوسطى وتراكم السوائل خلف الطبلة في الأذن الوسطى، أو التهاب الجيوب الأنفية والتهاب القصبات الهوائية والرئتين، أو الحمى الروماتيزمية، أو التهاب حاد في الكلى، أو التهاب في صمامات القلب. والتهابات اللوزتين تُعالَج أولاً بالمضادات الحيوية، ولكن أحياناً تكون إزالة اللوزتين ضرورية في الحالات الآتية: - الالتهاب الحاد الذي يتكرر أكثر من 4 مرات في السنة. - التضخم الشديد المزمن للوز الذي يتسبب في صعوبة دائمة في البلع أو التنفس. - تجمُّع السوائل خلف طبلات الأذن مع ضعف في السمع نتيجة تأثر قناة استاكوس بالالتهاب وانسدادها. ويجب الامتناع عن تناول الأسبرين مدة أسبوعين قبل العملية. د. محمد رامز استشاري طب وجراحة أنف وأذن وحنجرة