تعقيباً على ما نشرته (الجزيرة) من أخبار مزعجة عن حوادث الإبل التي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء أقول: تتطور الشعوب وتلبس لباس الحضارة، ونحن ما زلنا في صراع مع مشكلة الجمال السائبة التي لم نجد لها حلاً حتى الآن، والكل منا يدرك حقيقة هذا الأمر وخطورته على المجتمع. هذه المشكلة التي اعتبرها البعض مشكلة تدور رحاها في عمق المحاباة، وسوف تظل مشكلة الجمال السائبة على لسان كل مواطن يحب لوطنه السلامة والأمان، وقد سُطِّر الكثير في هذه الصفحة عن مشكلة الجمال السائبة، ولكن عندما يبلغ السيل الزبى فتلك مصيبة. إن هؤلاء عديمي الإحساس والأمانة لا يُبالون بحياة البشر، لقد أعمت أبصارهم هذه البهائم، كم نفساً ذهبت؟ وكم امرأة أصبحت أرملة؟ وكم طفلاً فقد والديه؟ وكم شاباً ذهب وهو في ريعان شبابه؟ وكم وكم.. إلى متى نعيش على سياسة المحاباة والصمت الكاسر، أليس هناك حل لها أم ماذا؟ ليس هناك مشكلة إلاَّ ولها حل منطقي.. أترك الأمر للمسؤولين المعنيين بهذا. ومن الطرق التي تتأذى من هذه المعضلة الحديثة طريق الخرج - الدلم الذي يشهد الكثير من الحوادث من قِبل الجمال السائبة التي راح ضحيتها الكثير من الناس، وما زال المسلسل في ازدياد تام ما لم يتم اتخاذ قرار صارم تجاه رعاة الإبل الذين لا يُبالون بأرواح البشر. هذا الطريق آنف الذكر قد شهد - للأسف - في هذا الشهر ثلاث حالات، وآخرها يوم الخميس 20-7 بعد صلاة المغرب. تخيَّل أن تجد حادثين مع هذه الإبل في آن واحد! والفارق الزمني بينهما هو خمس دقائق فقط!!. عندما نحكي ونطرح مشكلة طريق الخرج - الدلم نذكر ما يراه المواطن على أرض الواقع، فتجد الإبل السائبة تمرح وتسرح في الطرقات دون رقيب أو حسيب، لقد أطلق لها العنان! تسير بك في عالم، وتنتظر لها أن تعبر الطريق، إلى أين؟ إلى أرض قاحلة لا كلأ فيها ولا ماء! من أمن العقوبة أساء الأدب. والبدهي في ذلك هو عدم وجود علامة تحذيرية توحي بوجود هذه الإبل على الطريق. ونحن نرفع إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود محافظ الخرج بعض الاقتراحات لدحر هذه المشكلة المستعصية: 1- نقل أحواش هذه الجمال إلى مكان بعيد عن الطريق السريع، وحبذا لو كان خلف العروق الرملية، فهناك المكان المناسب لها. 2- لماذا لا يتم وضع سياج على امتداد طريق الخرج - الدلم ووضع جسر لمرور هذه الجمال إن أمكن ذلك. 3- أخذ إقرار خطي من قِبل أصحاب الجمال بعدم تركها دون رقيب، والتعهد بذلك.