(رب ضارة نافعة) هكذا قالت العرب في بعض أمثالها، وهذا المثل يُعبّرُ به منذ ولادته عن كل شيء ترى فيه ما يسؤك ثم ما تلبث أن يتحول إلى ما ينفعك ويسرك. تثاءب أحدهم وهو يقشع العشب في روضة بعيدة بعض الشيء عن بلده فما رجع فكه إلى طبيعته بل ظلّ منفتحاً، فجمع ما اقتشعه من العشب وحمله على حماره وأخذ يستحث الحمار بالعصا، فاستشاط الحمار غضبا من ذلك فرفس صاحبه رفسة أصابته في فكه إصابة إعادته إلى وضعه الطبيعي، رغم أنها آلمته بعض الشيء لكنها نفعته بوجه عام، وفعلت ما سيفعله الطبيب له. ومن هذه القصة الطريفة نستشف أن بعض المضرة تتولد منها المنفعة. وحول ما يدور في فلك هذا الموضوع أو يقرب منه مما يحسن أن يكون شاهداً له قول الشاعر العراقي إبراهيم بن أدهم الزهاوي 1321 - 1382ه، من قصيدة عنوانها (صفحة من تاريخ العراق): جزى الله عنا الحادثات فإنها تقارب ما بين الورى وتباعد