لقد وجّه ابناء شعبنا رسالة واضحة لكل المشككين في حبهم ووفائهم وولائهم لقيادتهم عندما قدم الناس زرافات ووحدانا، متكبدين مشاق السفر وعناءه من كافة ارجاء البلاد، مقدمين اروع الامثلة للحب والوفاء ومبايعين على السمع والطاعة لولاة الأمر، هذا اذا ما علمنا ان امراء المناطق والمحافظين يستقبلون المواطنين بعد انابة ولي الامر لهم بأخذ البيعة من المواطنين وذلك لتسهيل المهمة لهم ومع ذلك ابى ابناء هذا الشعب الا ان يضعوا اكفهم بكف ولي امرهم لمبايعته على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة نبيه، وهذه احدى الايحاءات الوطنية على حب ابناء هذا الوطن لقيادتهم. وبين شعبنا الوفي بكل ما تحمله الكلمة من معنى الذي يقدم واحدهم المبالغ الكبيرة من خلال الإعلان بالصحف أو أي وسيلة إعلامية اخرى او من خلال البرقيات والمكاتبات ليعلن مبايعته، ومبدياً حبه وولاءه لقيادته، انه الشعور القوي بالانتماء لهذه القيادة الرشيدة، فهي منا ونحن منها، تشعر بنا وتسهر علينا وتقوم بعمل ما بوسعها لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، وهذا هو الفرق بين الديمقراطية المزعومة وبين ديمقراطيتنا التي تجلت للعيان في أيام البيعة. كما أنها رسالة قوية للعالم لتدل على حبنا وولائنا لقيادتنا وقد غدت عاصمتنا مقصد الزعماء وصناع القرار، ولها مشاركتها الفعالة في المحافل الدولية والتي لم تأت من قبيل الصدفة بل بفضل الله ثم القيادة المتعقلة المتزنة التي تغلب جانب العقل وتزن الامور بميزانها الصحيح، وتغلب جانب المصلحة العامة على الاهواء والحمدلله على نعمه الظاهرة والباطنة، والله يحفظ لنا بلادنا وولاة امرنا.