لقد تمت في عهده - رحمه الله - أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ ووفر للحجيج والعمّار والزوّار كل ما يسهّل عليهم أداء عباداتهم، ونشر المصحف الشريف في جميع أنحاء العالم من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومواقفه مشهودة في دعم القضية الفلسطينية وإحلال السلام في لبنان وإعادة الحق إلى أهله في الكويت. وقد أرسى - رحمه الله تعالى - أنظمة الحكم في المملكة، وتم تفعيل مجلس الشورى، وعمت التنمية في عهده أرجاء الوطن وتوسعت الخدمات في الصحة والتعليم والاتصالات والطرق وكل ما يعود بالخير على الوطن والمواطن. وقال ابن شافي: فباسمي ونيابة عن آل شافي وأهالي الدغيمية ندعو المولى - عز وجل - أن يتغمد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد برحمته، وأن يدخله واسع جنته، ونقدم عزاءنا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وإلى أبناء الفقيد أصحاب السمو الملكي الأمراء محمد وسلطان وسعود وخالد وعبد العزيز وإلى كافة الشعب السعودي، مبايعين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده سائلين المولى أن يوفقهما لما يحب ويرضى، حفظهما الله وأعانهما الله على حمل المسؤولية وسدد على طريق الخير خطاهما. لقد فجعنا كما فجعت الأمة العربية والإسلامية بوفاة المغفور له - إن شاء الله - خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وأسكنه فسيح جنانه. ولكن لا بد من الإشارة إلى عدة نقاط لا يجب اغفالها في مسيرة الراحل غفر الله له. فقد عودنا حجيجنا القادمون من الديار المقدسة كل عام أن يصفوا لنا رحلتهم المباركة وهم على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم كانوا يدعون للملك فهد بن عبدالعزيز بطول العمر ودوام الصحة لما شاهدوه ولمسوه من خدمة وحفاوة بالغة لذلك العدد الهائل من الحجاج والمعتمرين، وكل ذلك كما نعلم بتوجيهات ومتابعة وكرم من الملك الراحل غفر الله له. كما لفت نظرنا واسترعى الانتباه مشهد جنازة الراحل، فقد تميزت بالبساطة وعدم التكليف شأنه شأن بقية الرعية ودفن في مقبرة (العود) التي يدفن فيها كل الناس، فاستحق واستحق القائمون عليها الاحترام والاكبار والاعتزاز بالمساواة والعدل حتى بمراسم الموت!! وكلنا ثقة بمتابعة نهج الملك الراحل، وقد أكدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده وفقهما الله لما فيه خير البلاد والعباد. فواز ذياب الاسماعيل