لا شك أن وفاة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله فاجعة أدمت القلوب وأوجعت النفوس لما له رحمه الله من مكانة داخلية وخارجية فهو باني نهضة المملكة الحديثة ورائد توسعة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة والمشاعر بمكة المكرمة والمدينة. والملك فهد زعيم فذ ناضل من أجل مصالح أمته العربية والإسلامية وعايش أزمات ومحن خرج ببلده منها منتصراً ومحافظاً على أمن بلاده واستقرار شعبه. وإني لا يمكن أن أحصر مناقب هذا الزعيم في سطور قليلة لكني أمام هذا الحدث الجلل وما يعتصرني من حزن وأسى على فقد الراحل العظيم إلا أن أتقدم لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والأمير سطام بن عبدالعزيز بأحر التعازي وصادق المواساة في وفاة الفقيد، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. كما نبايع مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز على السمع والطاعة جنوداً أوفياء وإننا كلنا فخر واعتزاز بما أحاطه به شعبه من هذا الحب والوفاء ونفخر بسلاسة انتقال الأمانة له حفظه الله ولعل ما شاهدناه من جموع متدفقة لقصر الحكم لمبايعة ملكها وقائدها وسمو ولي عهده لدليل على ما يكنه الشعب السعودي لقيادته التي هي منه وهو منها ولا غرابة فالملك عبدالله هو عضيد الفهد رحمه الله وكان له حضور على الأصعدة الداخلية والخارجية كافة، فقد كان جلالته فارساً من فرسان التنمية الاقتصادية والإدارة المحلية. والسعوديون يتذكرون دائماً جهوده في تطوير الاقتصاد الوطني والقضاء على الفقر والتنمية المتسارعة لكل مناحي الحياة كما يتذكره العالم وجهوده في حل الأزمات السياسية والحفاظ على إمداد وتوازن الاقتصاد العالمي من خلال توفير الطاقة وإمداد العالم بها دون أضرار على المنتج والمستهلك. والله نسأل لمولاي وسمو ولي عهده التوفيق والسداد لإكمال المسيرة الخيرة لشعبه وأمته إنه سميع مجيب. عبدالله سليمان الحمود