السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: عندما قرأت مقال الأخت الكاتبة (فاطمة العتيبي) بجريدة الجزيرة في العدد 11979 بتاريخ 10 من جمادى الآخرة والذي هو بعنوان (مخلوقات من السماء) الذي أشارت فيه إلى بعض الأخطاء والمخالفات، والتي يصل غالبها إلى درجة التحريم، مثل تبرج النساء والإساءة إلى الخدم، وكأني بها تتساءل من أين أتانا هؤلاء المخالفون والمرتكبون لهذه الأخطاء إذا كان كل منا يستعيذ بالله ويبرئ نفسه عندما تطرح هذه المشكلة وتناقش؟ بعد ما سبق أقول: لقد أفدت وأجدت أختي الفاضلة، فالمشكلة - فعلاً - تنبع من داخلنا، لو أننا إذا أخطأنا لم نصر على الخطأ ونتمادى به، بل نرجع ونحاسب أنفسنا ونقوّمها، ولا نكابر ونبرر لأنفسنا تبريرات باطلة، لو أننا فعلنا ذلك لم نر ما نراه الآن، ولصلح المجتمع، أو على الأقل غلب عليه الصلاح. ومع هذا - أختي الفاضلة - قد يكون من هؤلاء الناس الذين يبرئون أنفسهم وينتقدون هذه الأفعال المشينة، قد يكونون فعلاً صادقين ولم يرتكبوا شيئاً منها، ولكن هذا قد لا يعفيهم من الإثم إذا هم رأوا وسكتوا، ولم يبذلوا النصح، ولم يقوموا بواجب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وهنا أحب أن أنبّه اخوتي وأخواتي في الله، بألا يكون دورنا هو استغابة إخواننا المخالفين وانتقادهم في المجلس وتبرئة أنفسنا، فليس هذا خلق المؤمن الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فكم من ضال لم يجد من يرشده ويوجهه بالكلمة الطيبة والدعاء له بالهداية. فلنتكاتف ونتعاون على الخير ونمضي في هذا الطريق، طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحاول أولاً إصلاح أنفسنا، ونسأل الله العون وحسن القصد. والله الموفق..