(اكتشف حائل) دعوة وجهتها الهيئة العليا للسياحة عبر دليل سياحي مصور صدر مؤخراً ليسلط الأضواء على تاريخ المنطقة ومقومات الجذب السياحي فيها، وأبرز المواقع الأثرية والحرف والصناعات التقليدية التي تشتهر بها، فضلاً عن رصد بعض الخدمات التي تهم السائح مثل: الفنادق والشقق المفروشة والأسواق ووكالات السفر والسياحة والمستشفيات ومكاتب تأجير السيارات. ورحب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة في مقدمة الدليل بزائري حائل واصفاً المنطقة بأنها: (عروس الصحراء، وموطن الكرم والضيافة، ومهد سياحة الثقافة والتراث، والسياحة البيئية، وسياحة الرياضة والمغامرات). وأعرب سموه عن أمله في تقديم الدليل معلومات وافية للسائح، حول أماكن الجذب السياحي المتنوعة والعديدة في حائل، التي يستعرض الدليل بعضها من خلال برنامج الثمانية وأربعين ساعة الذي تقترحه الهيئة لقضاء إجازة نهاية أسبوع ممتعة. عن تاريخها يذكر الدليل أن تاريخ حائل يمتد إلى عصور ما قبل التاريخ، وأنها تعد من مراكز الحضارات القديمة التي عاصرت الآشوريين والبابليين، كما تدل على ذلك الآثار والنقوش القديمة. وهي تتمتع بموقع مهم، كونها معبرا بريا للحجاج والمعتمرين القادمين من شمال المملكة. حائل منطقة رائدة في السياحة الصحراوية، وأهاليها مغرمون بإقامة المخيمات في البراري، خصوصاً في فصلي الشتاء والربيع، حيث يحلو السهر والسمر بين رمال صحراء النفود التي تبلغ مساحتها 40 ألف كلم2 وتحتل نحو ثلث مساحة المنطقة. لدى زيارتك حائل قد يتسنى لك تسلق جبل أجا، أو ممارسة الصيد، أو التطعيس بسيارات الدفع الرباعي. وفي هذا الصدد يقترح الدليل ضمن برنامج (48 ساعة في حائل) الوقوف بجبل السمراء الذي يضم حديقة عامة ومضمار مشي، وزيارة متحف المنطقة الغني بمقتنياته الأثرية، واختراق المناطق المحيطة بجبل أجا وشعيب توران، والتبضع من سوق برزان أو سوق البدو. ويقف بنا الدليل على قمم جبال أجا. وهي سلسلة جبال تقع غرب مدينة حائل وتشكل أكبر مسيف جبلي في الجزيرة العربية. وهي تشمل متاهة من قمم الجرانيت الوعرة والقبب المقشرة، وتمتد على مساحة 2200م2، ويتراوح ارتفاعها بين 909 و1544م فوق سطح البحر. وفيها العديد من الينابيع والسبخات والمياه العذبة وواحات النخيل والأكاسيا والتضاريس الوعرة التي يصعب الوصول إليها، جعلت منها موطنا ممتازا للوعول النوبية والكائنات البرية الأخرى. ويزورها الكثير من السكان المحليين، وهي معروفة بجمالها الأخاذ. وتعد منطقة جبال أجا ملائمة للعديد من أنشطة السياحة البيئية بشكل كبير، مثل: مراقبة الحياة الفطرية والتقاط الصور، وتسلق الجبال والتنزه على الأقدام، والتنزه على ظهور الحيوانات. كما تستخدم بعض أجزاء الموقع للرعي ولجمع الكمأ. وللمهتمين بالآثار ينصح الدليل بزيارة جبل (ياطب) وقلعة (أعيرف) وجبل وكهف (جانين) وقصر (توران) وبلدة (فيد) وبرك درب (زبيدة) وقرية (جبة) و(الحويط) الذي يقع على بعد 30 كم شرق مدينة حائل، وهو من المواقع الأثرية التي ترجع بتاريخها للألف الثالث قبل الميلاد، وتكمن أهمية الموقع سياحياً من كونه يضم مجموعة من الرسوم والنقوش الثمودية الصخرية ? تمثل في مجملها مشاهد من الحياة اليومية التي كانت سائدة في تلك الفترة، وتتكون عناصرها التشكيلية من الإنسان والجمال والأسود وأشجار النخيل. وتعد قلعة (أعيرف) تحفة معمارية ترقد على قمة جبل. ويعتقد أنها شيدت عام 1260ه. ويبدو من تصميمها أنها كانت حصنا للدفاع عن المدينة، حيث تتميز القلعة بأساساتها وجدرانها المبنية من الحجر وفتحات المراقبة. أما قصر توران فيعد من أهم المواقع الثقافية؛ نظراً لارتباط اسمه بسيرة برمز الكرم والضيافة في عهود ما قبل الإسلام حاتم الطائي وبقبيلة طيئ التي عاشت في هذا المكان.