قبل العام الماضي وفي جريدة (الجزيرة) كتبت مقالاً أشيد فيه بتكريم الشيخ محمد بن عبد الله الجميح قبل انتقاله إلى رحمة الله. وحرصت على حضور حفل تكريمه من قبل أهالي الوشم، هذا الرجل الذي أكد خلال مسيرته الطويلة العطرة أنه أحد انجح رجال الأعمال ليس بالوشم فقط بل على مستوى المملكة، هذا الرجل الذي ربطني به آخر حياته رباط المحبة والاحترام والتقدير من خلال شخصيته الكريمة وأبناء أخيه الشيخين محمد وحمد وابنه الشيخ عبد العزيز - أطال الله في عمرهم - وقد تطرقت في المقال الى أن هنالك أكثر من رجل بالوشم يستحقون التكريم والتقدير ليس في شقراء وحدها بل في جميع المدن والقرى بمنطقة الوشم يجب على أهلها تكريمهم. ما دفعني الى كتابة هذه السطور الخبر الذي نشرته الصحف المحلية الذي أعلن فيه عن عزم شركة أسمنت المدينة التي يرأس مجلس إدارتها الشيخ عمر سليمان العبد اللطيف الذي راودته فكرة إنشاء مصنع لإنتاج الأسمنت، وتبلورت هذه الفكرة وتم طرحها على نخبة من رجال الأعمال بالبلاد فأصبحت حقيقة واقعة، و- بحمد الله - سيتم إنشاء مصنع للأسمنت بمنطقة الوشم وتحديداً بالقرب من مدينة مرات بمبلغ يصل إلى مليار ريال سعودي، وهذا المصنع وهذا المبلغ يعني الشيء الكثير منها على سبيل المثال حماية أبناء المدينة والم5دن والقرى المجاورة من الهجرة إلى العاصمة، بإتاحة فرصة العمل الشريف في منطقتهم. لكني بصدد الحديث عن واجب رجال الأعمال من مختلف مناطق المملكة ان يقدموا مثل هذه المشاريع العملاقة لمدنهم الصغيرة وقراهم، من باب الوفاء ومساهمة فعالة في التخفيف من الهجرة من القرى إلى العاصمة وغيرها من المدن الكبيرة. واعتقد ان مثل هذه المشاريع في داخل المملكة تؤكد أن المناخ الاستثماري في المملكة العربية السعودية مناسب جداً للاستثمار.. وأتمنى من أصحاب الأموال المهاجرة وخاصة الكبيرة منها أن تعود إلى أرض الوطن وان تترك حجة (رأس المال جبان) تاركين عنا الأعذار الواهية التي تدفع إلى الاستثمار في الخارج.. وان يكون هذا المشروع نعمة ومصدر خير على أهالي مرات والمنطقة كاملة.