سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة وفَّقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: اطلعت على ما كتبه الأستاذ عبد الرحمن السماري في زاويته (مستعجل) تحت عنوان (مكانة العلماء) في العدد (11962) وتاريخ 22- 5-1426ه والذي تناول فيه علماء هذه البلاد في وجوب احترامهم والتقدير لهم وعدم الخوض في أعراضهم أو اتهامهم بما لا يليق بهم. وتعقيباً على ذلك فإني أشكر الكاتب على غيرته على علماء هذه البلاد، وأشاطره الرأي وأقول إن العلماء ورثة الأنبياء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظ وَافِرٍ) رواه أبو داود والترمذي. وعلماء هذه البلاد قد وثقت فيهم القيادة ورجعت إليهم في المسائل المتعلِّقة بالشرع ووثق بهم الناس في داخل البلاد وخارجها إلا من شذَّ ونحن لا ندعي العصمة لهم ولكن نحسبهم علماء مجتهدين وثقت بهم الدولة ووثق بهم عموم الناس، فالواجب تقديرهم وإحسان الظن بهم فهم مؤتمنون والمسؤولية عليهم كبيرة. وإن مما يؤسف له أشد الأسف أن نجد من يلمزهم بالمداهنة أو يقلِّل من قدرهم ويفتات عليهم ويقع في أعراضهم ويشكك في صدق نيَّاتهم ويخرج الأقوال المخالفة لفتواهم وينشرها بين الناس وذلك من التعدي عليهم ومن ذلك ما يأتي: 1- ظهور فئة ضالة أخذت من فتاوى من ضلهم إلى مخالفة هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وسلكت مسلك التكفير والتفجير والإفساد في الأرض وإشاعة الفوضى وقتل الأنفس البريئة والتقصد لرجال الأمن وإتلاف الأموال المحترمة وتشويه صورة الإسلام في نظر غير المسلمين مما لا يخفى على ذي عقل سليم. 2- ما يُنشر ويبث في بعض وسائل الإعلام من أقوال ومناقشات تخالف ما ذهب إليه كبار العلماء؛ فأصبح كل يفتي ويناقش في مسائل الدين، بل وصل الأمر إلى أصول الاعتقاد بناءً على حرية الرأي زعموا فكتب البعض المقالات والموضوعات التي تخالف ما ذهب إليه المحققون من العلماء وما عليه علماء هذه البلاد المعتبرين حتى وإن كانت تلك المسائل مما يسوغ فيها الإجهاد فإن ذلك ليس لكل أحد، فإن في ذلك تلبيس على العامة وقد تكون سبباً لنفرة القلوب وإشغالاً للناس وإحداث البلبلة بينهم بالأخذ والرد، قال سبحانه {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}الإسراء36)، ويقول سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} الأعراف33، فالواجب أن ترد مسائل الشرع وأحكامه إلى أهل الاختصاص وهم العلماء ولا تكون مجالاً للأخذ والرد بين كل من هبَّ ودبَّ أليست الأمراض وأسبابها وعلاجها إلى الأطباء والكلام في اللغة وفروعها لأهلها فلماذا أحكام الشرع والكلام في الحلال والحرام لا يرد لأهله وهم العلماء!!!