على مدى أربعة وعشرين يوماً عاشت بريدة صيفها المختلف مع مهرجانها الترويحي عبر أيام مليئة بالمتعة والفائدة والإثارة.. وعبر برامج كثيرة تفاعل معها الكبير والصغير والشاب والشابة الرجل والمرأة.. تفاعل معها الجميع.. ببرامج شارك فيها الجميع.. فارتسمت على محياهم قسمات الفرح والسرور.. على مدى هذه الأيام لن تنسى بريدة مجالس العقيلات وهي تعبق بالبن وحداء الإبل والهيجنة.. والسوالف تصب وتدار على الرؤوس.. ولن تنسى مسيرتهم وتجوالهم.. ولن تنسى وقفتها على قدم وهي تكرم رجالاتها الذين شاركوا في البناء وقدموا نموذجاً مميزاً لإنسان هذا الوطن المعطاء.. علي المضيان. وأبوصدام وعلي بشير ومحمد السابح وأبوخشب وعلي الحجي.. سيظلون ممن حضر في الذاكرة وبقوا نماذج نستمد منهم الضوء كلما عكر صفو المسير إظلام الطريق.. لن تنسى بريدة شبابها وهم يقفزون للعالمية بسياراتهم المتوحشة عبر فريق قفازي المتخصص في الابتكار والقيادة المتميزة..ولن تنسى صناعاتها التقليدية المتميزة عبر سوقها الشعبي الأخاذ بحرفييه وشخصياتهم الأريحية وهم يعطون دروساً في فن التعامل ويعيدون قصة التجارة الناجحة التي يتميز بها (البريدي) تحديداً عن غيره.. ولن تنسى عبير أكلاتها العابقة برائحتها المميزة وهي تتجاذب النكهة مع كليجا أم خالد أشهر قصيمية متخصصة في صنع هذا النوع من الطعام..ولن تنسى أبناءها وأريحيتهم حيث شاركوا في صناعة النجاح لمهرجانات القصيم في المحافظات الأخرى من خلال إمكاناتهم وإبداعاتهم وفرقهم المتخصصة.. ولن تنسى الشعر وهو يترنم باسمها صادقاً متدفقاً من أعذب الشعراء.. منادي..مساعد الرشيدي.. نايف صقر.. ياسر التويجري.. ولن تنسى ملتقى المسرح ومسرحية (القبض على سابق ولاحق) والتي انطلقت من المهرجان لتمثل المملكة في الخارج.. لن تنسى روعة جمالها من خلال إطلالة باذخة أخاذة من برجها الشامخ وسط المدينة.. لا ولن تنسى أن كل هذه المواقع وهذه الأشياء وهذا الإنسان لم يكن ليتجاوز لولا يد مشجعة تربت على الأكتاف وبسمة حانية ترسم الطريق لولا فيصل بن بندر الأمير الإنسان الذي وقف ودعم وتابع.. ووقف من خلفه عبد العزيز بن ماجد متجرداً من (بشت) الرسميات ليقف مع الطفل والشيخ الكبير ويشرب من (الشنة) ويشارك في صناعة النجاح. إلى ذلك.. هل يحق لنا أن نقول: (بريدة.. صيف مختلف)؟! أظن.. يحق لنا.