صراع مرير مع داء عضال، يكاد أن يُخفي مرارة ما يعانيه أمام زائريه من ذويه ومحبيه، لأجل طمأنتهم وإزالة همومهم، وتلك هي معاني الرجولة والمروءة، تجري في عروقه حتى أواخر حياته. ورغم طَرْق كلِّ أبواب الأسباب، وفي أرقى المشافي الداخلية والخارجية، إلاّ أنّ جسده النحيل بات من المستحيل استجابته للعلاج، بسبب اقتراب أجله المحتوم، ولا رادّ لقضاء الله وقدَره .. فانتقل إلى رحمة الله تعالى رجل الأعمال المعروف الذي يُعتبر من الرجال القلائل، إنّه الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن سليمان بن مسهر بن جبرين، وافتقدت برحيله قبيلة بني زيد في أنحاء المملكة رجلاً شهماً من رجالها المحسوبين، ورمزاً من رموزها الأفذاذ. كما خسرتْ كذلك محافظة القويعية أحد أبنائها البررة الكرام .. فرحمك الله يا رجل الأعمال الخيريّة عامة، ورجل الكرم والنخوة والشهامة، وسائر الخصال المحمودة، كلمة حق أشيدها بكلِّ صدق وأمانة، وشهود الله في أرضه.فإلى جنات الخلد يا أبا رشيد، ياذا العقل الرشيد والرأي السديد والنهج الحميد، ألْهَمَ الله أبناءك وإخوانك وأحفادك وعشيرتك الصّبر والسلوان، وعوّضهم فيك خيراً. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}