إننا نحمد الله جل شأنه على ما أنعم به من تماثل ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله تعالى- للشفاء من الوعكة الصحية التي ألمت به واضطرته -حفظه الله- إلى دخول المستشفى وإننا إذ آلمنا نبأ مرضه -حفظه الله- فإنه قد سرنا تماثله -رعاه الله- للشفاء. نسأل الله جلّت قدرته أن يلبسه ثوب الصحة والعافية هو وإخوانه -حفظهم الله لنا جميعاً- وإن مما لا شك فيه اننا كمسلمين نتلقى مثل هذه الابتلاءات بالصبر على الضراء والشكر على السراء وذلك ليس لأحد إلا للمؤمن كما صح عن الصادق المصدوق صلّى الله عليه وسلم، إلا انني لفت نظري في مرض والد الجميع خادم الحرمين الشريفين -سلمه الله- موقفان يستحقان منا أن نقف عندهما موقف المتأمل. أولهما: هذا الرصيد الضخم الذي يتمتع به ولي أمرنا في هذه البلاد من حب شعبه له فإنك لا تجد منبراً من منابر الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إلا وقد سجلت حضوراً ضخماً يدعو له -حفظه الله- بالشفاء والمعافاة وهي مشاعر صادقة لا تعرف التملّق لأنها تدعو لرجل على سرير المرض. ثانيهما: موقف أبنائه -حفظهم الله تعالى- الذين استشعروا حديث المصطفى صلّى الله عليه وسلم القائل (تداووا بالصدقة) فما من جمعية أو مبرة خيرية إلا ووصلها نصيبها من الأموال لتوزع على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام يبتغون بذلك رضا الله سبحانه وتعالى وأن يرفع عن والد الجميع ما ألمّ به من مرض فهنيئاً لنا بشفاء ولي أمرنا -حفظه الله- من كل سوء ومكروه. وهنيئاً لنا هذه البلاد شعباً وقيادة على مشاعر الحب والولاء الصادق ونسأل الله جلت قدرته أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلّين إنه جواد كريم.