سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عايشت أول أفراح الهلاليين.. والشبابيون أعادوني ب3 آلاف ريال (مهدي بن علي) نجم الشباب والهلال (سابقاً) يحكي ل( ) مسلسل الانفصال التاريخي للناديين وقصة أول مواجهة لهما
* حينما نتناول أبرز الأحداث الرياضية التاريخية التي تمخضت عن مسيرة الشقيقين الشباب والهلال.. فلا يبدو أن تتجلى في الذاكرة قصة الانفصال الثاني عام (1377ه.. التي شهدت إعلان تأسيس فريق الأولمبي (الهلال حالياً) على يد مؤسسه الكبير الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (كساه الله ثوب الصحة والعافية) حيث جاء هذا الانقسام التاريخي بسبب 3 من لاعبي الشباب أحدثوا خلافاً إدارياً بين المؤسس ونائبه تمخضت عنه ولادة وقيام أعظم نادٍ بالمملكة كان ولا يزال يرتع في ساحة النجومية والذهب وحيداً بإنجازاته وبطولاته الخالدة في السجل الشرفي للبطولات. * وبالطبع يقف نجم الشباب والهلال (سابقاً) مهدي بن علي في مقدمة هؤلاء اللاعبين الذين كانوا وراء نشوء هذا الخلاف الذي أدى لحادثة الانفصال الشهيرة. * (الجزيرة) استضافت اللاعب المخضرم (مهدي بن علي (68 عاماً) ليروي لنا أبرز ذكرياته ومشاهدته على الطبيعة لتلك الأحداث الرياضية التاريخية التي عاصرها قبل 50 عاماً. البداية مع الشباب * علاقتي بالرياضة بدأت في أوائل عقد السبعينيات الهجرية حيث عاصرت أبرز الأحداث التاريخية لفريق شباب الرياض (الشباب حالياً) وعايشت جزءاً من الحركة التأسيسية في البداية. * لعبت في صفوفه آنذاك وكان يتزعمه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (أطال الله عمره وكساه ثوب الصحة والعافية) حيث أسس الفريق بصورة مباشرة واحتواه بالكور والملابس من بداية ولادته حتى اشتد عوده، وكان يقف في دعم هذه الحركة التأسيسية كل من عبدالله بن أحمد وصالح ظفران (رحمهما الله) وعبدالحميد مشخص. * أما من يقول إن إبراهيم محمد مكي هو مؤسس نادي الشباب في فترة من الفترات فهذا مخالف للحقيقة التاريخية والصحيح أن محمد إبراهيم مكي كان يعمل سائقاً في ذلك الوقت لدى الأميرة العنود بنت عبدالعزيز ونظراً لأن الرياضة لم تكن مقبولة عند أهالي المجتمع النجدي نجد أن بعضهم هبوا لمعارضة فتح أبواب الأندية آنذاك وكان اللاعبون يجتمعون عنده بعد الانتهاء من التمارين من باب (...؟!!) واعتبره أي مكي - صاحب دور في خدمة الحركة الرياضية للمسيرة الشبابية. حادثة الانقسام * حادثة انفصال الأولمبي عن الشباب جاءت بسببي أنا وعبدالرحمن السلوم وسيد سالم والقصة وما فيها ان الأمير ماجد بن سعود رئيس أعضاء شرف نادي الشباب آنذاك كان لديه فريق في الناصرية طلبنا نحن الثلاثة للعب بصفوف فريقه ضد فريق الأمير منصور بن سعود وبالفعل شاركنا مع الفريق واستمررنا في أداء التمارين مع المجموعة في الوقت الذي انقطعنا عن الشباب المهم علم ابن سعيد بذلك وحضر للملعب بحي الناصرية وطلب عودتنا إلى الشباب ورفضنا.. وفي المساء أصدر قراراً إدارياً بإيقافنا نحن الثلاثة لمدة 3 أشهر طبعاً وقتها كان ابن احمد مسافراً للمنطقة الغربية لأجل إحضار حارس الوحدة (باطوق) وبعد عودته توجهنا إليه وأخبرنا بقرار الايقاف، وطلب حضورنا لتمارين الغد وعارضه أبو مساعد الذي أصر على إيقافنا وبسبب الاختلاف حول قرار الإيقاف أعلن ابن سعيد انسحابه من فريق الشباب وأخذ معه نصف لاعبي الفريق وسماه الأولمبي الذي تحول فيما بعد ليحمل اسم الهلال. تنافس قديم! * تسألني عن قصة تنافس هذين الناديين الشباب والهلال فأجيبك.. تعتبر هذه المنافسة الأقدم على مستوى المنطقة الوسطى بل إن التنافس الحقيقي كان بين هذين الفريقين وليس الهلال والنصر طبعاً بعد انفصالهما بسبب حادثة اللاعبين الثلاثة وهم (مهدي بن علي وسيد سالم وعبدالرحمن السلوم (دحمان) والتي تعتبر الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل المنافسة بينهما .. كون أبو مساعد فريقاً سماه (الأولمبي) وبالمقابل ترأس عبدالله بن أحمد رئاسة الشباب في الوقت الذي استفاد الأولمبي من انضمام أبرز عناصر الفريق الشبابي يتقدمهم (مبارك العبدالكريم وصالح أمان وزرنكي ومهدي بن علي وناصر بن موزان وجاء انضمام هؤلاء لقوة علاقتهم وحبهم لشيخ الرياضيين الذي كان له أفضال عليهم وصرف على بعضهم من جيبه الخاص. انحل الشباب فهربت للهلال!! *لعبت في صفوف الشباب منذ أوائل السبعينيات (قبل تصنيف الأندية رسمياً حتى عام 1379ه فبعد حل الفريق وتشتت أحواله وابتعاد لاعبيه وجدت الهلال أقرب لنفسي لأسباب كثيرة أولاً حبي للشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي غمرني بمواقفه معي ثانياً أن أغلب لاعبي الهلال هم في الأصل زملائي خاصة مبارك العيد، حيث كنا نسكن في بيت واحد رغم أنه يلعب في الهلال وأنا في الشباب. المواجهة الأولى شبابية * ففي عام 1380ه نظمت اللجنة الرياضية بوزارة المعارف أول دوري رسمي يُقام لأندية الوسطى ونجح الهلال والشباب في الوصول لنهائي الكأس بعد منافسة قوية وصراع عنيف بين فرق أهلي الرياضي (الرياض حالياً) الذي كان يضم أشهر نجوم الكرة بالمملكة يتقدمهم علي حمزة وحامد نقادي وفرق الكوكب والناصرية. * فقد صاحب هذا اللقاء تحدٍ كبير بحكم التنافس وحكاية الانفصال وهي بالمناسبة أول مواجهة رسمية يتقابل الفريقان في تاريخهما الرياضي شهدها ملعب الصايغ الذي تزاحمت الجماهير للمدرجات بصورة غير معهودة لدرجة أن تذاكر الدخول نفدت من أعداد الجماهير الغفيرة التي جاءت لمؤازرة الفريقين. * دخل الشباب بتشكيلة مكونة من فهد الدهمش (حارساً) وعبدالقادر شعبان ومحمد بن جمعة وعزيز مفتي وسالم فيروز وأحمد حريري وصالح العدني ومحمد بن عاتق ومن الوافدين (جربان وحربي وحمزة دينمو) وبالمقابل دخل الهلال بتشكيلة مكونة من ناصر بن موزان حارساً وصالح امان والكوش ومهدي بن علي ورجب خميس وابن مناحي وحامد عباس وموسى عبدالفتاح والدبلي ومن الوافدين (السرسالم ويوسف دينمو). (الجمل) طردني..! * دخلنا هذه المباراة ونحن مصممون على الكسب فنجحنا في فرض سيطرتنا المطلقة على إيقاع المباراة في أول ربع ساعة وهددنا المرمى الشبابي كثيراً، ومن كرة مرتدة استغلها مهاجم الشباب الخطر محمد بن عاتق تمكن من إحراز هدف السبق لفريقه، وبعد هذا الهدف حاول إدراك التعادل ومن فرط الحماس والشد النفسي الذي طغى على أداء الفريقين طرد حكم المباراة (الجمل) لاعب الشباب السوداني(جربان) وزميله لاعب الهلال السوداني يوسف دينمو بعد ما تشابكا بالأيادي، وجاء هذا الطرد لصالح الشبابيين الذين استغلوا الربكة التي حصلت لفريقنا بعد طرد أفضل المهاجمين وتمكن صالح العدني- رحمه الله- من تعزز النتيجة فأحرز هدفين انهى بهما المباراة لصالح فريقه ب3-صفر. * وأتذكر عندما أحرز الحارثي هدف فريقه الثالث في آخر عشر دقائق دب اليأس والقنوط في نفوسنا فتعمدت ضرب مدافع الشباب عبدالقادر شعبان فطردني (الجمل) وأكمل الهلال المباراة ناقصاً لاعبين فكسب الشبابيون أول بطولة في تاريخهم (كأس المنطقة الوسطى). رد الاعتبار بخماسية * جاءت هذه الخسارة المؤلمة لفريقنا أمام الشباب وضياع فرصة الفوز بالكأس الذهبية أحدثت ردود فعل متباينة في نفوسنا، فالكثير من اللاعبين أجهشوا بالبكاء بمرارة عقب تجرعنا لتلك الخسارة خاصة ان الفريق قدم مستويات عالية وخسرنا لسوء الطالع. * وأذكر في دوري عام 1381ه خاض الهلال لقاءه أمام الشباب في الدوري ونحن مازلنا نتذكر تبعات تلك الخسارة وتمكنا من تحقيق فوز تاريخي قوامه 5-2 كانت قاسية وكبيرة بحق الشبابيين وأتذكرُ جيداً أن مبارك العبدالكريم سجل هدفين من هذه الأهداف.. عززت من حظوظنا لصدارة بطولة الوسطى المؤهلة لنهائي كأس الملك عام 1381ه.. الجمل فقط!! * يكاد يكون الحكم المعروف آنذاك محمد الجمل الوحيد الذي أدار كثيراً من المواجهات التي جمعت الفريقين وذلك نظراً لقوة شخصيته وقراراته الصارمة فضلاً عن بنيته الجسمانية الضخمة التي تجعل الجميع داخل أرضه ينصاع لتعليماته ويحترم قراراته. نهائي مثير * بلا شك اعتبر النهائي الشهير الذي جمع الهلال بفريق الوحدة الأجمل في حياتي الرياضية مع الهلال.. فقد خضنا هذا النهائي بفريق جديد وضيف حديث في عالم النهائيات ولا يملك الخبرة التي تساعده على مجاراة فريق كبير وعملاق كالوحدة الذي ضم آنذاك أسماء شهيرة ونجوماً كباراً.. تملك خبرة في النهائيات.. غير أن إخلاص وروعة زملائي اللاعبين بقيادة الأسطورة مبارك العبدالكريم نجحنا في كسب كأس البطولة لأول مرة بعدما فزنا على الوحدة ب3-2 وجاء هذا الانتصار الكبير ليعزز شعبية وشهرة نادي الهلال على مستوى المملكة. الشبابيون أعادوني ب3000 ريال * بعد نجاحنا مع الفريق الهلالي خطط الشبابيون في ضمي أنا وعبدالرحمن السلوم ورجب خميس عن طريق رجل الحركة التأسيسية الثالث صالح ظفران (رحمه الله) حيث نجحوا وأثناء الفترة الحرة التي تسمح بانتقال اللاعبين للأندية بلا شروط أو قيود.. حيث أعطونا جوازات من محافظة الخرج وسفرونا للبحرين وقدموا لكل لاعب 3000 ريال ومكثنا في البحرين حتى نهاية الفترة الحرة و(مدتها 15 يوم) ووقعنا في كشوفات (شباب الرياض) فخلعت القميص الأزرق وارتديت القميص الشبابي الأخضر. مشخص دعم الشباب من الاتحاد * حينما عدت مجدداً لفريق الشباب وجدت أن أغلب لاعبيه من المنطقة الغربية وتحديدا من فريق الاتحاد حيث كان الشيخ عبدالحميد مشخص (ضابط اتصال) بين إدارتي الاتحاد بجدة والشباب بالرياض باعتبار أنه سبق أن ترأس الاتحاد في السبعينيات، فاللاعب الذي كان يأتي من الاتحاد للعاصمة الرياض لا يمكن أن يلعب إلا بصفوف الشباب وأما أبرز اللاعبين الذين انضموا لشيخ الأندية عبدالقادر وعبدالرحمن كتلوج وأمين ساعاتي ومن الوافدين حربي ويوسف دينمو. * وأتذكر جيداً أول مباراة مثلت بها الشباب بعد انضمامي إليه كانت ضد فريقي السابق الهلال عام 1383ه ضمن لقاءات الدوري وانتهى اللقاء بفوز الهلال 4-صفر حتى انني اتهمت بالتخاذل وان الهلاليين قد (....)!! فعشت أياماً صعبة في حياتي الرياضية وعلى ما اتهمني به الشبابيون. توارى الشيخ فدخل النصر ساحة المنافسة * تنافس الهلال والشباب بدأ منذ انفصالهما كما أشرت سلفاً، واستمر حتى مطلع التسعينيات الهجرية ففي تلك الفترة تضعضع مستوى الشباب وتوارى عن الأنظار لظروف إدارية وفنية قادته للدمج مع نجمة الرياض.. فظهر النصر كفريق منافس للهلال، واستمرت هذه المنافسة عقدين من الزمن ليعود الليث مهرولاً لساحة المنافسة مع الهلال فأصبحت المنافسة الحقيقية بين هذين الناديين بدليل وجودهما على ساحة البطولات خلال العقد الأخير. خلاف (نقل ابن أحمد) للهلال! * في النصف الأول من حقبة الثمانينيات حصل خلاف بين رئيس الشباب آنذاك عبدالله بن أحمد وعضو شرف النادي عبدالله المطلق.. خلاف قوي ولادة مشكلة كبيرة (..؟!) وتسبب هذا الخلاف في انتقال ابن أحمد لنادي الهلال بطلب من مؤسسه ابن سعيد حيث إن عمله في إدارة الهلال بمنصب نائب الرئيس ولا شك ان ابتعاد ابن أحمد عن ناديه جعله يعيش أوضاعاً سيئة رغم تعاقب العديد من الشخصيات الشبابية الإدارية للرئاسة ومنهم عبدالله التويجري وإبراهيم مديني وعبدالحميد مشخص والأخير ترأس بعد الدمج مع النجمة عام 1388ه واستفاد الفريق الشبابي من أبرز عناصر النجمة الذين دعموا الفريق فنياً واستعاد شيئاً من بريقه.