بدأ في الشباب ولعب دورًا مؤثرًا في حصول الهلال على أول بطولة قبل 59 عامًا كان نجم الوسط مهدي بن علي القحطاني – رحمه الله – واحدًا من اللاعبين الذين سطروا المجد الأول في تاريخ نادي الهلال قبل 59 عاما بتحقيق أول بطولة كبرى في ملعب الصايغ بالرياض على حساب نادي الوحدة العريق في نهائي كأس الملك الذي أسفر عن أول انتصار ذهبي للزعيم بموسم 1381ه. بداية مشوار اللاعب مهدي بن علي كانت قبل 68 عاما، عندما التحق بصفوف (شيخ الأندية) بواسطة صديقه لاعب الشباب والهلال مناحي بن مران الدوسري في عهد رئاسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد – رحمهم الله -، واستمر في الملاعب 18 عاما في الفترة من (1372-1390ه)، ومثّل الشباب حتى 1379ه ثم انتقل لصفوف الأولمبي (الهلال حاليا) برغبة مؤسس النادي وصديقيه مبارك عبدالكريم – شفاه الله – ومناحي بن مران – رحمه الله –، وتميز مهدي كلاعب وسط بإجادته الرقابة وصناعة اللعب والقراءة الفنية الجيدة، وهو ما أسهم في بروزه ضمن كوكبة نجوم الذهب الأزرق صانعة الإنجاز الأول أمثال: مبارك عبدالكريم ورجب خميس وسلطان مناحي وعبدالرحمن الأحمد وناصر الموزان وصالح أمان ومحمد كامل الكوش ومحمود زرد والدبلي وحامد عباس. واستمر مهدي مع الهلال حتى عام 1383ه، أسهم خلالها كما أشرنا في تحقيق الزعيم كأس الملك لأول مرة في تاريخ أندية العاصمة 1381ه بجانب تمثيله الهلال في كأس الملك، الذي خسره في المباراة النهائية أمام الاتحاد عام 1383ه، وبعدها عاد مهدي إلى عشه القديم – الشباب –، وبقي فيه حتى اعتزاله مطلع التسعينات الهجرية. رحل بهدوء وتجاهله الهلال والشباب وقبل خمسة أشهر تقريبا رحل هذا النجم عن دنيانا بهدوء وسط تجاهل الإعلام الرياضي لتاريخه كلاعب بجانب ضعف متابعة واهتمام وجحود ونكران الناديين اللذين ارتدى شعارهما (الشباب والهلال) لمعطياته، وعلى وجه الخصوص (الهلال)؛ إذ كان واحدا من آخر ثلاثة نجوم بقوا على قيد الحياة من أول جيل ذهبي في تاريخ الزعيم. عانى متاعب صحية وعانى النجم الراحل مهدي بن علي في أشهره الأخيرة متاعب صحية، وساءت حالته إثر إصابته بجلطة، وظل يتنقل بين أكثر من مستشفى إلى أن توفاه الله – رحمه الله -. «الرياض» وثَّقت مسيرته الرياضية جريدة الرياض كعادتها بوفائها مع قدامى الرياضيين ووقفتها بجانبهم ماضيا وحاضرا، اهتمت بتاريخ هذا اللاعب، ووثقت سيرته الرياضية عبر أكثر من حوار، كشف فيه عن جوانب تاريخية شبابية هلالية، لعل أهمها أنه أحد اللاعبين الثلاثة الذين كانوا سببا في حادثة الانقسام الشهيرة، التي وقعت بين الشبابين، وتمخضت عنها ولادة النادي الأولمبي (الهلال حاليا) على يد رائد الحركة الرياضية الأول في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد – رحمه الله - عام 1377ه. بدايته في سلام قبل 68 عاما قبل عشرة أعوام سألته في أحد تلك الحوارات عن بدايته الكروية فأجابني مهدي بن علي – رحمه الله –: «بدأت مزاولة كرة القدم عام 1372ه، وكنا شلة في حي سلام وسط الرياض، ضمت محمد بن صالح بن مصيبيح رحمه الله «والد النجم السابق فهد المصيبيح» وعبدالعزيز بن عسكر واللواء منصور العيدان مدير شرطة الرياض السابق وبعدها شاهدني «مناحي بن مران» وهو من المقربين من شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد رئيس نادي الشباب آنذاك، وأخذني لأبي مساعد، وأتذكر أنه خصص بايكه سيارة في بيتهم بحوطة خالد في الظهيرة كمقر مصغر يتجمع فيه اللاعبون، وكان ابن سعيد هو من يصرف عليهم، ومعظمهم عاطلون عن العمل، واستأجر لهم فيما بعد بيتاً طينياً، وتولى إعاشتهم من جيبه في مطعم يحاسبه بصورة شهرية لإطعام اللاعبين العاطلين، وأتذكر بعد التحاقي بالشباب عام 1372ه أنني كنت أتمرن مع المرحوم صالح أمان وحسن بن سعيد الأخ الأوسط لرئيسنا، ثم انقطع عن التمرين فيما بعد ومحمد بن مصيبيح لعب الكرة، ولكن لم يلتحق بأي ناد، ثم ترك الكرة وتحول للعمل الإداري عضواً في أول مجلس إدارة رسمي لنادي الهلال عام 1381ه». ابن سعيد درب الشباب أتذكر جيداً مباراة تاريخية جمعت الشباب مع فريق الكلية الحربية «كلية الملك عبدالعزيز» رعاها الملك سعود وولي العهد الأمير فيصل بن عبدالعزيز - رحمهما الله- منتصف السبعينات الهجرية، شاهدت تلك المباراة على الطبيعة، ولم أشارك فيها، وكان مدرب الشباب فيها الشيخ عبدالرحمن بن سعيد. مباريات خيرية لدعم الجزائر وأتذكر أيضا بعد حادثة الانقسام الإداري بين أبو مساعد والشبابيين زيارتنا للمنطقة الشرقية في العام نفسه 1377ه وخوضنا ثلاث مباريات ودية خيرية أمام السكة الحديد والاتفاق والنهضة خصص ريعها لدعم الجزائر الشقيقة بعد استقلالها، وكان مدربنا السوداني «جربان» فيما درب الأولمبي (الهلال) في تلك الفترة مؤسسه عبدالرحمن بن سعيد. مبارك أبدع في الحراسة والهجوم تدربت مع مبارك عبدالكريم أسطورة الثمانينات عندما كان في صفوف الشباب عام 75/ 1376ه وكان حارساً بارعًا في المرمى الشبابي، واكتشف موهبته الهجومية المدرب عبدالرحمن بن سعيد، الذي نقله من الحراسة إلى قلب الهجوم. ومن اللاعبين الشبابيين الذين أتذكرهم السر والطيب فضل وزرنكي ويوسف دينمو، إضافة إلى نجوم الشباب المعروفين صالح عدني - رحمه الله - ومحمد بن عاتق وعبدالرحمن السلوم «دحمان» - رحمه الله - وأخيه إبراهيم الذي انتقل فيما بعد لأهلي الرياض مع أخيه منصور. مهدي روى الحقيقة قبل رحيله وروى لي شخصياً مهدي بن علي – رحمه الله - في حديث نشرته الرياض القصة الحقيقية لحادثة انقسام الشبابيين الشهيرة وانفصال رئيسهم عبدالرحمن بن سعيد عنهم وقيامه بتأسيس الأولمبي (الهلال) على اعتبار مهدي كان أحد اللاعبين الشبابيين الثلاثة، الذين كانوا سببا في إشعال شرارة الخلاف بين إدارييهم، قائلا: «قبل حادثة الانقسام بأشهر قليلة تنازل أبو مساعد عن رئاسة الشباب لرفيق دربه الرياضي الشيخ عبدالله بن أحمد - رحمهم الله -.. وحدث أن سافر ابن أحمد إلى المنطقة الغربية للاتفاق مع الحارس عثمان باطوق الذي جاء من مكةالمكرمة بمعية ابن أحمد، وعصر ذلك اليوم كنا أنا وزميلي صالح عدني - رحمه الله - متجهين بالسيارة التي كان يقودها زميلنا صالح جابر، وهو كابتن الفريق، وما إن وصلنا إلى ملعبنا في المرقب، وبدأنا التمرين حتى جاء أحد رجال الأمير ماجد بن سعود - رحمه الله - وقال: نريد ثلاثة لاعبين ندعم بهم صفوف فريقنا في مباراته أمام فريق الأمير منصور بن سعود، الذي جمع لاعبي الرياض كلهم، فركبنا معه في سيارته وكنا ثلاثة: سالم بن الأصوع الشهير ب (سيد سالم) وعبدالرحمن السلوم (دحمان) - رحمهما الله - وأنا، واتجهنا إلى الناصرية في حين غضب صالح جابر، وأسرع إلى منزل عبدالرحمن بن سعيد ليخبره بما حدث، وأن الفريق لم يستطع تأدية التمرين بسبب النقص العددي، فاستشاط أبو مساعد غضبا واتجه مع صالح جابر وبقية لاعبي الشباب في سيارتهم الونيت إلى ملعبنا بالناصرية، وكنا نتهيأ للنزول وقلنا: ماحنا طالعين.. خلاص لبسنا الفانلات». ولا قرش! وسألت مهدي بعد ذلك: عندما طلبكم الأمير ماجد بن سعود - رحمه الله - اللعب في فريقه كم كانت مكافآتكم المادية؟ فرد قائلاَ: «ولا قرش؛ لأن نتيجة المباراة انتهت بالتعادل، ثم إن سموه كان يرأس أعضاء شرف الشباب آنذاك. إيقافنا ثلاثة أشهر.. ألغاه ابن أحمد بعد خوضنا المباراة عدنا لمقر النادي، وكان بيت طين في الظهيرة لنتفاجأ بأبي مساعد وقد أصدر قرارا بإيقافنا عن اللعب ثلاثة أشهر، وفي مساء اليوم نفسه وصل رئيس النادي عبدالله بن أحمد مع باطوق من مكةالمكرمة، وذهبنا الثلاثة إلى منزله وشرحنا له ما حدث، فطلب منا حضور التمرين عصر غد، ويكون خيرا وكان الملعب محاذيا لميدان الخيل بالملز.. وحضرنا في اليوم التالي وأصر أبو مساعد على موقفه وقراره بإيقافنا وإبعادنا من التمرين، فأجابه المرحوم عبدالله بن أحمد: والله ما أقدر يا أبو مساعد أطلعهم من الملعب. ابن سعيد تمسك بقرار الإيقاف وهنا تمسك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد برأيه وغادر الملعب مع مجموعة من اللاعبين الذين وقفوا إلى صفه وعلى رأسهم مبارك عبدالكريم ومناحي مران وصالح أمان وعبدالرحمن الموزان وغيرهم، وفي اليوم التالي انسحبت مجموعة أخرى من اللاعبين الشبابيين ذهبت مع أبو مساعد ليتضعضع الشباب على إثرها ولم يعد في صفوفه غير لاعبيه الموظفين بوزارة الزراعة... أمثال محمد بن عاتق وغيره. مهدي بن علي الرابع من اليسار وقوفا بشعار الهلال عام 1381ه. مهدي بشعار الهلال في لقطة للتاريخ مع كاس الملك 1381ه. نجم الشباب والهلال سابقا مهدي بن علي – رحمه الله - في بداية معاناته المرضية. رحل مهدي من دون أن يحظى بتكريم من نادييه الشباب والهلال