يوم الاثنين 20-5- 1426ه يوم مشهود أصبت فيه باختناق بالرغم من وجود ثلاث رئات في جريدة الجزيرة الموقرة وأنا أقرأ مقالة معالي الأخ الحبيب عبدالرحمن السدحان رفيق محاولات الشعر والقصيدة الذي وأدها حبيب الجميع غازي القصيبي لدواعي الاحتكار والتميز تكمن القصة في أن الرئة الثالثة نشرت رداً طويلاً من معالي مدير الخطوط السعودية على مقالة لمعالي السدحان حول هموم ومشاكل الخطوط السعودية وبدون الدخول في تفاصيل الهموم والرد عليها.أود أن أؤكد أن مشاكل الحجز والحصول على مقعد على أي من رحلات السعودية في المواسم المتعددة خلال العام يعد ضرباً من الخيال وأمنية كل إنسان لن تتحقق في ظل الاحتكار والانفراد للخطوط السعودية في الأجواء الداخلية ناهيك عن مشاكل تأخر الرحلات وتعطل المسافرين لساعات عدة وتعطل مصالحهم وانعدام وجود العذر أو الاعتذار أو احترام المسافر أياً كان واختناقي في ذلك اليوم هو عنوان هذه المقالة فلا يمكن تطبيق ما كتب في الرئة الثالثة ولتبريرات لحال الخطوط في المواسم على ما حدث معي ومع المئات من المسافرين من تأخر للرحلة رقم (1059) والمقرر مغادرتها في ذلك اليوم الاثنين الساعة (17.30) مساء إلى جدة ثم أعلن تأخرها إلى الساعة (21.25) وأعلن بعد ذلك تأخرها إلى الساعة (23.00) وحيث إن لدي مهمة كنت أود تنفيذها في جدة ذلك المساء بحثت عن أي رحلة بعد الرحلة رقم (1059) ولكن فشلت لعدم وجود مقاعد أو لتأخر الرحلات المتلاحقة أصلاً وبالصدفة البحتة وجدنا الرحلة رقم (1075) المقرر مغادرتها على الساعة (21.00) وحولنا حجزنا عليها فقد كان واضحاً على اللوحة الإعلانية أنها ستغادر في موعدها بالرغم من أن البوابة المحددة (33) لا يوجد عليها طائرة وعللنا أنفسنا أن الطائرة في مكان آخر ولكن - يا فرحة ما تمت - وليتنا لم نغير حجزنا فقد دفعنا الثمن غالياً فلم نغادر على تلك الرحلة ولم نعد لرحلتنا المقرر مغادرتها الساعة (23.00) وظللنا في المطار نراقب المسافرين والقادمين ولا خبر في أية رحلة ومتى سنغادر وتركنا أمرنا لله عز وجل فربما ضارة نافعة ولا حول ولا قوة إلا بالله.ولم نتمكن من السفر والتصرف أو حتى التفكير في الحل لتبلد الحس بعد ساعات من الانتظار إلا أنه وبعد الإعلانات المتكررة للتأخيرات وحتى الساعة (12.00) أعلن مذيع الصالة أن الرحلات المتأخرة إلى جدة وعددها ثلاث رحلات ستغادر معاً في تلك الساعة وفرحنا أنها فرجت ولكن لم نغادر إلا في الساعة (1.15) من بعد منتصف الليل لنصل إلى جدة الساعة (2.45) صباحاً ونصل إلى مقر الإقامة حوالي الساعة (3.30) صباحاً أي بعد تأخير لأكثر من سبع ساعات ولا اعتذار أو حتى مجاملة لمن أنهكه العناء والتعب والانتظار الممل ومع ذلك عندما أطالع صحيفة الجزيرة الغراء لأسترد أنفاسي بما تحتويه من مقالات ومواضيع مشجعة تبدد الملل والضجر حتى اختنق من الرئة الثالثة بسبب سوء الطالع وعدم صدقية التعليل، ولكن من حسن الحظ أن يتم ذلك بعد أن استرخيت في جنبات الجزيرة الغراء.وصدق من قال: (في الصيف ضيعت اللبن). وأشكر لأصحاب المعالي مشاعرهم ومواقفهم هذه حال خطوطنا العزيزة.