وفقني الله للالتحاق ببعض البرامج التدريبية في معهد الإدارة العامة بالرياض كان آخرها برنامج اللغة الإنجليزية لمدة فصلين دراسيين كاملين - حسب نظام المعهد -، وحرصاً على أهمية نقل الخبرة التي اكتسبها الإنسان من المعهد فسوف أذكر بعض ما يتميز به المعهد من المميزات التي يمكن أن يستفيد منها الأفراد والمؤسسات الحكومية والتجارية والمجتمع ككل، من تلك المميزات ما يلي: - الدقة والانضباط بالوقت: إذ يلحظ المتدرب من الساعة الأولى ان جميع العاملين والمسؤولين عن البرنامج في انتظاره لاستقباله وإكمال أوراقه ليبدأ بعد ذلك في البرنامج، وبعد ذلك يجد جميع المدربين متقيدين بوقت البرنامج التدريبي بداية ونهاية. - الدقة في التنظيم الإداري: بدءاً من خطابات الترشيح ثم الجداول والإسكان ثم متابعة الحضور والانصراف ومتابعة الأعمال ورصد الدرجات إلى تسليم وإرسال التقارير الختامية. - لا مكان للتدخين بالمعهد: بعض المؤسسات والدوائر الحكومية أو التجارية والجامعات الأكاديمية تجد فيها اللوحات الكبيرة والجميلة والمكتوب عليها (ممنوع التدخين) ثم تجد بالقرب منها موظفاً أو مراجعاً أو طالباً يدخن، أما في معهد الإدارة العامة بالرياض فليس كذلك، حيث لا تشم رائحة الدخان في داخل المعهد فضلاً عن أن تشاهد أحداً يدخن فيه، لذا يضطر المدخن إلى الخروج خارج المعهد. - الهدوء يساعد على الإنجاز: مع كثرة العاملين وكثرة المتدربين إلا ان الصفة الغالبة على المعهد هي الهدوء، مما يضفي على المعهد جواً يساعد على إنجاز العمل وعلى تحقيق الفوائد التدريبية من تلك البرامج. - العناية الفائقة بنظافة مرافق المعهد: تنال المتدرب والزائر للمعهد الدهشة من نظافة جميع مرافق المعهد بدون استثناء ويتذكر تلك الدائرة الحكومية التي جاء منها وقد علا الغبار أرفف مكاتبها، وبعض ممرراتها فضلاً عن دورات المياه فيها - أكرمكم الله -. - العناية بأماكن الصلاة: حرصت إدارة المعهد على توفير أماكن تليق بأداء هذه الفريضة، بل جعلت في التوسعة الجديدة مسجداً كبيراً يشعر المصلي فيه بالراحة والطمأنينة. - توفير مواقف للسيارات بطريقة أكثر اقتصادية وأمانا: نظراً لوجود معهد الإدارة العامة بالرياض في وسط الرياض أدى إلى ازدحام الأماكن المجاورة له مما جعل إدارة المعهد لا تقف عاجزة تجاه هذه المشكلة إذ قامت بوضع مواقف أرضية تتسع إلى عدد كبير من سيارات العاملين والمتدربين، بينما في بعض الدوائر الحكومية سيارات الموظفين تحترق من حرارة الشمس، فما بالك بسيارات المراجعين؟ فيا ليت الفكرة تتناقل من معهد الإدارة إلى تلك المؤسسات والدوائر. - العناية بالأشجار والحدائق: لم تعتن إدارة المعهد بالأمور الأساسية فقط بل اعتنت حتى بالحدائق والأشجار التي في المعهد مما أضفى على جو المعهد شيئاً من المتعة والراحة يجدها من يجلس حول هذه الأشجار والحدائق أو يمر من خلالها. إن مما ينبغي أن يدركه أي موظف يلتحق بدورة تدريبية بمعهد الإدارة أن حصوله على الشهادة وحضوره الجسدي للبرنامج التدريبي مع ما فيه من فوائد وثمرات ليس هو كل الاهداف والغايات من ترشيحه من قبل إدارة المعهد ومرجعه الوظيفي، ولكن نقل الخبرات والمعلومات والسلوكيات الإيجابية من بيئة المعهد إلى بيئة عمله وتمثله بتلك الفوائد التي اقتبسها من المعهد هي أجمل الأهداف والغايات. ومما اقترحه على إدارة المعهد لأجل تفعيل دوره في نشر الوعي الإداري في المؤسسات والدوائر الحكومية ما يلي: 1) نقل بعض البرامج التدريبية من المعهد إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية، ليكون التدريب أكثر فاعلية إذ يحاكي واقع تلك الدائرة ويخاطب متدربين يشتركون في كثير من المهام الوظيفية. 2) انتداب بعض المتدربين إلى الدوائر الحكومية، لنقل الخبرات والمساعدة على تصحيح السلوكيات الإدارية الخاطئة في واقعها الذي تمارس فيه. أخيراً: مع حصول معهد الإدارة العامة بالرياض على العديد من شهادات التميز العالمية إلا أنه لا تزال آمالنا وتطلعاتنا من المعهد أكبر. [email protected]