الدكتور حمد المانع - وفقه الله -سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:فديننا دين الاحتشام، يحث على الستر، وينهي عن التهتك، ويشدد النكير على المتساهلين بكشف السوءات، والذين يتقصدون الاطلاع على العورات، وقد ركز الله سبحانه في الفطر السوية خلق الحياء، وجعله النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى شعب الإيمان وأخبر أنه لا يأتي إلا بخير. والمسلم حيي ستير، وكم هو مؤلم ومؤذ أن يجبر رجل أو امرأة على كشف ما يستحيي منه وتستغل حاجته أو مرضه لإرغامه على ذلك في مشهد يندى له جبين الغيرة.. في كثير من المستشفيات ينال المرضى المقرر لهم إجراء عملية حرج شديد، وكرب بالغ، للملابس الفاضحة المخجلة التي يجبرون على لبسها، بحجة متطلبات العملية، دون حاجة أو ضرورة، مما يزيد المرضى اضطراباً وقلقاً وهماً، بما قد يضر بحالتهم الصحية.. وكم هو مؤلم أن يصادر حق المريض في الستر، وعدم مراعاة مشاعره، واحترام رغبته. ولقد عشنا عقوداً يفرض على مرضانا لباس لا يمت للدين بصلة، ولا يربطه بالحشمة سبب هوّل أمره حتى ظننا أن هذا اللباس أعظم اختراع عرفته البشرية، توقفت بعده العقول عن أن تأتي بمثله، فضلاً عن أفضل منه، هكذا خلنا الأمر حتى كدنا نفقد الأمل في الأمة أن تستيقظ من سباتها الطويل، فأمة تعجز عن تفصيل لباس ساتر لمرضاها هي عما سواه أعجز. لكن - بحمد الله - زالت أسباب اليأس والاستغراب حين رأينا أنواعاً من اللباس الطبي الساتر للمرضى، صممه مشارك تخدير سعيد الأحمري حسب نوع العملية، يحفظ للمرضى حقوقهم ويراعي مشاعرهم، ويستر عوراتهم، ويسهل على الأطباء والممرضين أعمالهم، وقد أثنى عليه كثير من الأطباء والمرضى على حد سواء. والسؤال الملح : لماذا لا نرى هذا اللباس في جميع مستشفياتنا الحكومية والأهلية، ولماذا الإصرار على العمل باللباس القديم المخالف للدين والفطرة والذوق السليم؟ إن الأمل في معاليكم لكبير أن تصدروا أمركم الكريم باعتماد هذا اللباس الطبي الساتر في جميع المستشفيات، والعمليات، فإن الله سبحانه وتعالى قد ائتمنكم على عوارات المرضى الذين قد تمنعهم حالتهم المرضية من ستر أنفسهم، ومعاليكم يحمل من الإيمان والغيرة والحرص على الستر والاحتشام ما يعزز في نفوسنا الأمل أن نرى هذا اللباس هو الساتر في جميع قطاعاتنا الصحية، حكومية وأهلية، فكم لكم حينها من دعوات سترفع من المرضى، وذويهم، وتذكروا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الآخرة). ابن الوطن