تتميز مقالات الدكتور عبدالعزيز بن سعود العمر - رغم قصرها - بالواقعية وملامسة الحقيقة دون لف أو دوران، وتظهر في ثناياها حزنه على حال التعليم، وأعتقدُ أن ما يزيد ألمه إمكانية تصحيح الأوضاع لو بذل الجهد وتكاتفت الأيدي.. وقد تناول في مقاله الأخير التدريب في المؤسسات التعليمية، وذكر -وفقه الله- أن التدريب قد أصبح لدى البعض أداة لكسب الوجاهة والسمعة لإدارته، وشعاراً يرفع أكثر منه ممارسة عملية مهنية، وذكر مجموعة من الممارسات الخاطئة للمسؤولين عن التدريب، وأستأذن أستاذي الفاضل أن أضيف إلى ما ذكر طرح عدد كبير من البرامج قبل التأكد من توفر المدربين الأكفاء المختصين، والاستعانة بتخصصات غير تربوية للتدريب على البرامج التربوية كالتعليم للاتقان أو التعليم التعاوني. والخلط بين المتطلبات والاحتياجات، وما زال الاختيار خاضعاً لارتجالية واجتهادات مدير المدرسة، دون آلية واضحة للترشيح، وتفتقد بعض البرامج والمواد والأنشطة التدريبية المصداقية وملامسة مشكلات وقضايا الواقع، فقضاء الوقت وبذل الجهد في تنمية مهارات التفكير الإبداعي أو مهارات التفكير لبلورة مراحل متقدمة لبيئة تعليمية يتقن فيها جميع المعلمين صياغة هدف سلوكي إجرائي في أحد المستويات الدنيا للهرم المعرفي.. وفي بيئة تكتب فيها أسئلة الاختبارات بدقة، وتصحح بدقة أيضاً، ولست متأكداً من أن ذلك الكم الهائل من دورات فن التعامل مع الآخرين يقصد بها ما نراه من صراعات بين الإداريين أو المعلمين في بعض المدارس، وما يحيرني هو سبب تدريب المعلم على إعداد إلقاء المحاضرات، وما أذهلني ما سمعته عن بعض الشروط المتقدمة للعمل في حقل التدريب، وهي أن تكون لبقة ومهندمة، ولديها قابلية الشكل وجاذبية المظهر والديبلوماسية، ولو سلمنا بأهمية هذه الشروط فكيف ستحكم المتقدمة على نفسها، ولماذا لا تترك هذه المواصفات للمقابلة الشخصية دون ذكرها في المخاطبات الرسمية، أستاذي.. يبدو ان الشكل قد طغي على المضمون.. وأن تدريب التنفيذيين يأتي بعد تدريب القيادات.