ولأصل ما انقطع (تصل من قطعك) ولأجعل (ومارث من حبل الوداد جديد) على رأي جميل بن عبدالله بن معمر (جميل بثينة) أوجه قلمي لقصيدة الشيخ عبدالله بن إدريس شيخ الشعراء وأديب المشايخ (على باب الثمانين) معارضة لقصيدة معالي الأستاذ الدكتور غازي القصيبي شاعر الوزراء ووزير الروائيين والأدباء. والقصيدة من البحر البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلْ) وهو من البحور السهلة الإيقاعية يصلح للغناء والأناشيد. لكن المشكلة في حرف الروي (الراء) وياحظ من يلثغ (يلدغ) به فيقرأ الراء ياءً (مسياري - مسيايي) أو غيناً (مسياري - مسياغي) أولاماً(مسياري- مسيالي) فما يبعث على الضحك والتقليد. وأذكر على عادتي في الاستطراد أن زميلاً لي - رحمه الله - طُلب منه في اختبار التربية العملية أن يدرّس قصيدة (الشجرة) للشاعر المصري الهراوي، وكان زميلي يلثغ بالراء فيجعلها غيناً. فقرأ البيت الآتي: فصير الأرض به بعد اغبرارٍ خضره هكذا: فصيغ الأغض به بعد اغبغاعٍ خضفهْ وكان أحدهم يحدث: سا (فيت) إلى (القاهية) (بالطيايه)، وذهبت من (مصي) إلى (الاسكندييه) (بالقطاي). أما زوجة النجار التي تجعل الراء لاماً فقد قالت له (يالوحي) ما مر فكاهة ومزح أما الجدّ فقالوا إن ثمامة بن أشرس من زعماء المعتزلة كان يلقي الخطبة كاملة بدون أن يدرج فيها حرف راء واحداً حيث كان يلثغ. وهناك عبارة (أمر أمير الأمراء بحفر بئر في الصحراء) بالراءات تحولت بدون راء إلى (حكم حاكم الحكام بنبش ساقية في البيداء) بدون راءات. ولا أنسى لثغة السين لتصبح ثاء، وكان موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب عنده هذه اللثغة فكان يغني. ألّى كم كلمة يشبهوا النثمة (النسمة) في ليالي الثيف(الصيف)، يمثافر (يامسافر) وحدك (وبلاش تبوثني في عينيه دي البوته بالعين تفرّأ) وإلى القصيدة: 1 - تسع وسبعون ياشمعات مسياري قضيتها بين إعسار وإيسار. أولاً: تسع وسبعون (سنة) أو (عاماً) بشهادة ميلاد رسمية أم بتسنين الطبيب؟ ثانياً: ذكرت الشمعات وعلى ذلك فهي حفلة عيد ميلاد ونقول لك (هبي بيرثدي تويو.. سنة حلوة.. يجميل) ثالثاً: لا بد من إحضار الطورطة (الكيكة - الكعكة) ولعل صحيفتنا الجزيرة تهديها لك على ما أتحفتها بهذه القصيدة رابعاً: أمضيَّتها: أمضى الأمر أنفذه ولو قلت قضيت أو قضّيت لكان أصح خامساً: ياشمعات (استعارة مكنية)، إعسار وإيسار طباق أو مطابقة. 2 - تسع وسبعون يالذات أحرفها أمضيتها بين إقبالٍ وإدبارِ أما الإيسار في البيت الأول والإقبال في هذا البيت ففيهما السرور وأما الإعسار في البيت الأول والإدبار في هذا البيت ففيهما الألم وملاحظة: كررت في هذا البيت أربع كلمات من البيت السابق (تسع وسبعون - أمضيتها - بين) والبيت هذا فيه مطابقة (إقبال وإدبار). 3 - أمضيتها بين أشجان مؤرقةٍِ وبين عزم شديد البأس موّارِ والشطر الأول فيه هدوء الحزين وضَعفه والحياة لا تخلو من أفراح وأحزان والشطر الثاني فيه القوة والبأس والاضطراب (موّار) والذي يسمع يظن المتكلم قائداً للجيوش. بالمناسبة بعض الناس لا يعرفون الشجن بمعنى الحزن ويظنونه الطرب والفنانة المصرية (شيرين) كان اسمها (أشجان) بمعنى أحزان فلما أفهمها أستاذها معنى اسمها غيرته إلى شيرين وهي كلمة فارسية بمعنى (حلوة) وهي كذلك. وأخيراً ملاحظة: قابلت بين الأشجان والعزم والبأس والصحيح أن تقابل بين الأشجان والأفراح. 4 - تسع وسبعون ما أحفى ركائبها طول السُّرى أو تدانت دون أوطاري والعرب كانوا يلبسون ركائبهم (الجمال والنياق) نعالاً فتنقطع من طول المسير. قال الأعشى عن ناقته وقد أنهكها طول السرى مثل ناقة الأستاذ عبدالله: وتراها تشكو إليها وقد صا رت طليحا تُكسى ظهورَ النعالِ فتقطع بطن النعُل (الذي تسيرعليه) وبقى ظهر النعل (العلوي). وبالغ أبو الطيب المتنبي فوصف قوة حوافر الخيل حتى انها تنقش على الصخر نقشاً يشبه صدر الباز المزركش.. قال: تماشى بأيد كلما وافت الصفا نقشن به صدر البزاة حوافيا (تماشى أي تتماشى حذفت التاء الأولى تخفيفاً، والصفا الصخر جمع صفاة، البزاة جمع باز). والخيل لا تنتعل ولكنها تحذى بحذوة الحديد. وهل تنقلت ياشاعرنا على (البعارين) وعلى فكرة جمع بعير بُعران وأباعر أم على الداكوتا والسكاي ماستر ثم الكونفير حتى البوينج والترايستار - طائرات قديمة وحديثة - أو على الأقل الونيت الجمس. 5 - أمضيتها بين تبريح ومغتربٍ من دون رفدٍ ولا جار لتجارٍ والتبريح شدة الألم والشاعر يقصد المبارحة يعني البعد والسفر. ومغترب: الغربة البعد عن الأهل (غريب الدار). من دون رفد والرفد العطاء، فالشاعر يذكر أنه لا يأخذ عطاءً من أحد وذلك الظن بالداعية إلى الله فمن صفاته (اليأس مما في أيدي الناس). ولا جار لتجار والمقصود التقرب للأغنياء، والتجار بمعنى الأغنياء عامية نجدية، جار لتجار (جناس ناقص). 6 - حتى قضيت لباناتٍ سعيت لها أستمطر النور في آفاق أدهاري وقضى اللبانات أي حصّل ما يريد ويطلب وحسن أنه قضى حاجاته وحظي بها بعكس محمود سامي البارودي: محا البين ما أبقت عيون المها مني وشبت ولم أقضي اللبانة من سني وشاعر آخر قال: إلى الله أشكو أن في النفس حاجةً تمر بها الأيام وهي كما هيا يستمطر النور لعله يطلب العلم والمعرفة (العلم نورُنْ) آفاق ج أفق وهو نقطة وهمية يراها الناظر يظنها التقاء الأرض بالسماء (horizon) أدهار ج دهر وهذا جمع قلة وجموع القلة محصورة في هذا البيت: بأفْعُلٍ1 وبأفعالٍ2 وأفعله3 وفِعلةِ4 يعرف الأدنى من العددِ والدهورج كثرة. 7 - استشرف الفجر ماذرّت نسائمهُ مستمطراً نفحات الأكرم الباري والاستشراف يكون من مكان عالٍ والذر صغار النمل وصلاة الفجر (قرآن الفجر) تشهدها الملائكة قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} سورة الإسراء (78)، ما ذرت نسائمه ما هذه ظرفية. 8- تسع وسبعون ياغازي مزمجرة ضد الخنوع وضد الذل والعار تسع وسبعون (عوّدنا) وفي الحديث الشريف (خيركم من طار عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله) اللهم أطل أعمارنا في طاعتك. وتسع وسبعون لنقل (80) ولا فرق وهي سن اليأس والسأم عند زهير بن أبي سلمى: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبالك يسأم أما لبيد بن ربيعة العامرى (من أصحاب المعلقات ومطلع معلقته: عفت الديار محلُّها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها وقد أسلم وحسن إسلامه، لبيد سئم حتى من سؤال الناس عنه: ولقد سئمت من الحياة وطولها وسؤال هذا الناس كيف لبيدُ؟ والثمانون قد تحوج إلى ترجمان لضعف السمع: قالوا إن الشاعر عوف بن محلّم الشيباني دخل على عبد الله بن طاهر بن الحسين قائد المأمون العباسي، فسلم الشاعر فرد عليه القائد السلام لكن الشاعر لم يسمع فانكسر وقعد حزيناً، فسأله جليسه مالك؟ قال: سلمت على الأمير فلم يرد عليّ السلام. قالوا بل رد بأحسن من سلامك وأنشد مادحاً الأمير: يا ابن الذي دان له المشرقانْ طرّاً كما دان له المغربانْ إن الثمانين - وبُلغْتَها - قد أحوجت سمعي إلى ترجمانْ قال ابن إدريس: ياغازي (بدون تكليف ومع حفظ الألقاب ولو كنَّا، فقال يا أبا يارا لكان أحسن وأكثر تحبباً). ضد الخنوع والذل والعار: الحمد لله لم يتهمك أحد. وسنوات عمره مزمجرة (كالوحوش) أو (كالأسود) لماذا؟ 9 - وما سمحت لها يوماً تساءلني أما سئمت ارتحالا أيها الساري؟ ويا ابن بطوطة (على فكرة أخبرنا أستاذ مصري أن اسمه ابن بطّوطة بالتشديد دلع بطة التي يطلقها المصريون على فاطمة أو (فطمة) بطريقتهم). أقول يا ابن بطوطة وياسندباد ألا دونت لنا نتائج سراك ورحلاتك؟ تساءلني هكذا كتبت ولعله خطأ مطبعي وإلا فالأصح (اتسائلني) تسائلني أي أن تسائلني. ويذكرني هذا البيت ببيتين: بيت فصيح لأبي فراس: تسائلني من أنت وهي عليمة وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ وببيت زجلي مغنى لأم كلثوم من شعر أحمد رامي سهرانْ لوحدي أناجي طيفك السارح سارحَ بوجدي ودمعي عَ الخدود جاري 10 - كلا وربك ما أصغت بهمستها بمسمعي أو تهاوت دون إصراري والشاعر يتكلم عن التسع والسبعين سنة أو عاماً.. قالوا إن السنة للجدب والعام للخصب مستشهدين بقوله تعالى في سورة يوسف: {وسَبْعٌ عِجَافٌ}، وقوله: {عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} سورة يوسف «49». يحلف ابن إدريس ولا داعي لذلك فنحن مصدقوك والأستاذ غازي مصدقك قال تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ} سورة البقرة «224»، ثم هذا العمر المديد قد تكون حصلت فيه هناة، وعلى كلٍّ على رأي إخواننا المصريين (لو مكنتش تحلف). ونحن نعرف الشاعر موظفاً ملتزماً بدوام وله إجازة فمن أين جاء هذا الترحال الدائم؟ كلا بمعنى لا وهي للزجر (أصلاً) قال تعالى {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} سورة العلق «15». وتأتي بمعنى حقاً مثل قوله تعالى {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } سورة المطففين «18». وتأتي قليلاً للنفي. 11 - وماشنأت لها عسراً وعجرفةً ولا رقصت لها يوماً بمزمارِ شنأت: يعني كرهت. قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ} سورة المائدة «8». والعجرفة التكبر. لعل الشاعر يقصد أنه صبر على العسر وعلى عجرفة الناس عليه أو المعنى في بطن الشاعر. والشاعر لم يرقص بمزمار.. ولا بغيره؟ في عرضة مثلاً؟ 12 - وما اغتررت بها خضراء مزهرةً فكل أيامها أيام تسيارِ والدنيا غرورة، وخضراء حلوة مزهرة لكن أيامها سرعان ما تنقضي والعاقل من اتخذها مطية للآخرة فهي كما في الحديث كمثل شجرة قال بظلها ثم تركها ومشى. وعلى فكرة: قرأت في البيت الأول (مسياري) وطنّشت، ثم قرأت (تسيار) في هذا البيت ثم في البيت العشرين.. ما الحكاية هل أبو عبدالعزيز متورط في زواج مسيار؟ لا يعلم أهله أحد. هذه واحدة، ولحظة مع تسيار: وزن تفعال مصدر يدل على التكرار مثل تذكار، تحنان، تسآل، تشراب. 13 - سموت بالنفس أن تمنى بعزتها لمطمع يرتضي إعنات جبارِ لعلك تعيد لنا اعتزاز المتنبي ومدحه لنفسه وغروره وتعاليه، ولم يكن صادقاً 100%، ولعلك واقع تحت ضغوط: افصح أَبِنْ. والإعنات من العنت: المشقة قال تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } سورة التوبة «128». والمطمع مصدر ميمي بمعنى الطمع (هوغير ميمي جمال) ولعلك مثل البارودي: خلقت عيوفا لا أرى لابن حرة علي يداً اغضي لها حين يغضبُ 14 - ولا العداوات صدّتني حقارتها عما أروم.. ولا أطوي على ثارِ أولاً: أهل السماح ملاح. ثانياً: لماذا العداوات: لغير سبب أو لحسد، وعلى فكرة (العفو من شيم الكرام). لكن عن مقدرة أما الطوى على ثار - كبيرة شوية. 15 - وما مللت حياة طبعها غير بلى نسجت له نثري وأشعاري والحياة بغيرها وتنوعها قد لا تمل ولكن الملل طبع الإنسان. ملاحظة يسيره: أشعار جمع قلة ولو قلت شعري لكان أكثر. 16 - يا شاعراً برهيف الحس أمتعنا أطل مكوثك لا ترحل عن الدار والدكتور أبويارا أمتعنا برهيف الحس، وشفيف اللفظ، ولطيف المعاني، وأعذب الشعر، وأحلى النثر. أما إطالة المكوث: فالأصح المكث، والأعمار بيد الله والأمر والنهي هنا للدعاء: طول العمر لكما إن شاء الله. 17 - إني أعزك لا دنيا معطرةً لكن تقارب أطباع وأفكارِ والذي يسمع يفهم أنك تعزه لا لدنيا معطرة، وإنما حبا لله وفي الله ولكنك ذهبت إلى تقارب الأطباع والأفكار، وهذه قضية تحتاج إلى براهين أو على الأقل إقراراً من الدكتور بالموافقة، على هذه الدعوى. لا دنيا: لا لدنيا، وهذا يسمى (المنصوب بنزع الخافض).. الخافض هو حرف الجر. 18 - ياعازف اللحن كم أوسعتنا حزنا لما تقول بأني حان إبحاري ياعازف اللحن: أي لحن؟ لما تقول: لما قلت أحسن. تقول بأني: الأفضل تقول إني، يقال أتقول بكذا وذلك للرأي لا للقول. 19 - فهل مللت؟ هناك اليوم تصغرني بربع عمرك يا للبائع الشاري أما الملل فكل ما في الدنيا يمل أو يبعث على الملل وخصوصاً على من لا تجديد في حياته فاليوم مثل الأمس مثل الغد وبعد الغد.. حتى النعيم (في الدنيا يمل). قال أبوعامر بن شهيد في التوابع والزوابع يرثي محبوبته: تولى الحِمامُ بظبي الخدور وفاز الردى بالغزالِ الغريرِ وكنت مللتك لا عن قلى ولا عن فسادٍ جرى في ضميري كمثل ملال الفتى للنعيم إذا دام فيه وحالِ السرور .. هناك: هنيئاً لك، تصغرني بربع عمرك: ولماذا إباحة الأسرار؟ ومن سألكما (خليها مستورة أحسن) ياللبائع الشاري: واللام هذه للاستغاثة مفتوحة والمستغاث به (المنادى) محذوف، والمستغاث له: البائع الشاري وبالمناسبة الشاري هو البائع قال تعالى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} سورة يوسف «20»، وكان الخوارج يسمّوْن (الشراة) لأنهم - بادعائهم باعوا أنفسهم لله. البائع الشاري (على قصد الشاعر: المشتري) يكون هذا طباقاً. 20 مرحى الثمانين هل في العمر من سعةٍ تحلو الحياة بها في ختم تسياري وهذا إزجاء الترحيب بالثمانين، وعسى الله أن يطيل في عمرك لتختم (تسيارك) بحياة حلوة على رأي الراحل فريد الأطرش: الحياة حلوة بس نفهمها الحياة غنوة مَحْلى أنغامها ارقصوا وغنوا وانسوا همومها وأنا أتمثل لك بهذا البيت: فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قرّ عيناً بالإياب المسافِرُ وكنا عرضنا للتسيار فيما سبق فيرجع إليه 21 - إني تطاولت للأسمى وكنت له أسعى.. وماضرني ماشاب شواري وعسى أن تكون حصلت على ما تطاولت له وسعيت لتسمو إليه، ونحن لا نعرف ماشاب مشوارك من شوائب لا نطلب منك الإفصاح عنها وعلى كلٍ هي لم تضرك كما قلت. المشوار: الناس يسمون المشي للنزهة بدون قصد عمل مشواراً وما أكثر استعماله في الأغاني ولعله مأخوذ من المشورة حيث يتشاور السائران فيه. 22 - وأي فضل سوى ماصرت أملكهُ محبة الناس من قومي وأخيار ونعم ماملكت. قال شوقي رحمه الله: قف دون رأيك في الحياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهادُ وقال: دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانِ فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثانِ والذكر الحسن لا السيئ. 23 - ياغافر الذنب يارفاء زلتنا ويارحيماً دواماً فضله جارِ 24 - اختم بفضلك فضلاً أنت مانحه واجعل رضاك سنا عمري وأقداري أولاً: آمين اللهم اختم لك ولنا بالصالحات أعمالنا. ثانياً: يارفاء زلتنا: لو قلت ياغفار فإن رفاء ليس من أسماء الله الحسنى وإنما يدعى الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا. ثالثاً: إن لم أجد - ومعذرة - براعة استهلال فها هو حسن الختام. قال تعالى على لسان سيدنا يوسف {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} سورة يوسف «101»، ياغافر الذنب: منادي مضاف إلى مفعوله. يارحيماً: لعله شبيه بالمضاف لتقدير يارحيماً بعباده أو نكرة مقصودة ولكن نصبت لأنها وصفت بجملة (رحيماً فضله جاري). أما بعد فما مضى تهميشات وتهويمات وتعليقات وشروحات وخربشات وإضافات وتلميحات وتصريحات لا تنقص من قدر قصيدة رئيس النادي الأدبي (هُوّ حْنا أدُّه)، ولا تزيد من قدره، وعلى كلِّ كلُّ كلام بشري يؤخذ به ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. ومرة أخرى على رأي الراحل فريد الأطرش: (يخساره الحِلوِ ميكملش). وأنا في الختام أستغفر الله وأتوب إليه.