في مثل هذا اليوم من عام 1934 عقد أول لقاء قمة بين الزعيم النازي أودولف هتلر والزعيم الفاشستي الإيطالي بينتو موسوليني وهو اللقاء الذي فتح الباب واسعا أمام تحالف استراتيجي بين البلدين فيما عرف بمحور برلين- روما فيما بعد وهو المحور الذي خاض الحرب العالمية الثانية وانتهت بهزيمة دول المحور. جاء لقاء فيينا التي كانت جزءا من الدولة الألمانية بعد نحو عام ونصف من وصول أودولف هتلر إلى الحكم في ألمانيا عبر انتخابات فاز فيها الحزب النازي الذي كان يتزعمه عام 1932 فقد حصل هتلر وحزبه النازي على أغلب الأصوات بما يعادل حوالي 24 مليون صوت في انتخابات 1932وتولى منصب المستشارية في ألمانيا في يناير 1933 ولم يكد يتسلم مهام منصبه حتى عزم على السيطرة على زمام الحكم في البلاد، فاستصدر أمرًا بحل (الرايخستاج) وإجراء انتخابات جديدة، وبدأ في عملية إرهاب ضد أعدائه ومعارضيه -خاصة الشيوعيين-، ثم أعلن أن الحزب الوطني الاشتراكي النازي هو الحزب القانوني الوحيد في البلاد، ثم تولَّى سنة 1934منصب الرئاسة في ألمانيا مع احتفاظه بمنصب المستشارية، وكان ذلك تمهيدا لطريق الحرب العالمية الثانية. وفي إيطاليا تقدم اليمين المتطرف بزعامة (موسوليني) للسيطرة على الحكم، وقاد عملية الزحف على روما في أكتوبر 1922 واستطاع أن يُسقط الحكومة ويؤلف الوزارة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الفاشية في إيطاليا، وقاد سياسة توسعية خارجية، وطالب بإعادة النظر في مشكلة التعويضات، ومعاهدات الصلح. في ظل هذه الظروف كانت كل المؤشرات تقول إن تحالفا بين النازية الألمانية والفاشية الإيطالية أمر محتوم. وجاء تكوين المحور بين ألمانياوإيطاليا بسبب فساد العلاقات بين إيطاليا وكل من بريطانيا وفرنسا؛ بسبب احتلال إيطاليا للحبشة، بالإضافة إلى عوامل أخرى؛ منها التشابه الأيديولوجي بين النازية والفاشية، وحاجة الدولتين إلى التوسع الخارجي لامتصاص الزيادة السكانية، وجاءت الحرب الأسبانية لتوحد جهودهما، وجاءت كلمة المحور في خطاب لموسوليني في نوفمبر 1936وفي نفس الشهر وقَّعت إيطاليا واليابان وألمانيا معاهدة ضد الشيوعية، ثم تطورت عام 1939م إلى تحالف سياسي وعسكري كامل عُرف باسم (محور روما-برلين)، ويقضي بتوسع إيطاليا في البحر المتوسط وتوسع ألمانيا في وسط وشرقي أوروبا.