تعودنا أن نقرأ الكثير عن مآثر الذين رحلوا عن هذه الدنيا وعن فضائلهم العديدة، ولكن الأقلام كانت تبخل عن ذكر ذلك وهم أحياء، وفي رأيي بأن الكتابة عنهم وهم أحياء تزيدهم نبلاً وعطاء لذلك كتبت هذه الأسطر المتواضعة لم تكن مفاجأة لنا (يا أبا محمد وأعني الأستاذ خالد بن محمد الخضير) حينما تلقينا نبأ اختيارك من لدن المقام السامي خادم الحرمين الشريفين عضواً في المجلس البلدي لمنطقة القصيممسقط رأسك، فكلنا ثقة بأنك كفؤ وأهل لها، بقدر ما كان محل افتخار واعتزاز لأولئك الذين عايشوك في العمل لأكثر من أحد عشر عاماً، وأيقنوا بأنه مهما تواضع الإنسان وأخفى أعماله الناجحة، لابد وأن يكتشفها الآخرون ويستفيدوا منها، ثم يضعوا ثقتهم به، لقد كنت خلال هذه المدة مثالاً لذاك الرجل الذي يحمل صفات الجد والمثابرة والمتابعة في وقت الجد والعمل، ولا يعرف للملل والكسل طريقاً، وفي الجانب الآخر وفي وقت الفراغ مازاحاً ومداعباً ومرحاً، تتحمل متاعب مرؤوسيك وفظاظتهم أحياناً في سبيل إنجاح العمل ورقيه، وتراك في كل مناسبة تنسب التفوق والنجاح لا لشخصك بل لأولئك الذين يعملون معك مما يبعث في نفوسهم الفرحة وتزرع فيها الثقة، وهذا يزيدهم عطاء واندفاعاً وتفانياً، فأنت الذي تردد دائماً بأن النجاح ينطلق من القاعدة، ولذلك أوليتها جلّ اهتمامك وحصدت من رعايتك لها دروع التميز والتفوق، وأهديت لكل فرد من العاملين معك درعاً مماثلاً تقديراً وعرفاناً لهم.. فأنت في هذه الحياة قطفت من كل بستان زهرة فتنوعت خبراتك في الحياة، فمن مجال الهندسة والبناء الذي يشهد لك به أصحاب الاختصاص بأنك ابدعت ونجحت فيه، إلى مجال التربية والتعليم الذي حصدت فيه دروع التميز والنجاح، إلى مجال التعليم الأكاديمي الذي أبيت إلا أن تكون سباقاً فيه فجعلت من كلية اليمامة بالرياض نبراساً ومحطة أنظار لخريجي الثانوية العامة لمن يرغب أن يكون رجل أعمال المستقبل الناجح وذلك بأسلوب علمي مدروس مواكب لتطورات العصر وعلومه. لفتاتك الإنسانية للجمعيات الخيرية والمحتاجين لا تحب أن تظهرها، وفاؤك لمن كان يعمل معك ظهر جلياً في تقديرك الفائق لأولئك الذين رحلوا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الأصالة والوفاء.. ونرجو من الله العلي القدير أن يسدد خطاك وأن تكون عند حسن الظن للذين اختاروك، وهذا سيتحقق بعون الله وتوفيقه، إنه على كل شيء قدير.