لم تعط صحافتنا العزيزة بجميع أنواعها لبعض الأمور الهامة نصيباً إعلامياً كبيراً.. فلو أخذنا على سبيل المثال مرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) - كفانا الله وإياكم والمسلمين أجمعين من شروره -.. نجد أن إعلامنا لم يعط هذا الموضوع أهمية قصوى، عدا في المناسبات التي تتحدث عن ذلك، والتي لا تأتي إلا سنوية مثل: اليوم العالمي للأيدز، وبعض المناسبات الخاصة بذلك، مع ان هذا الموضوع يحتاج منا إلى أن نتحدث عنه وبشكل مستمر، ونعطي له مساحات واسعة في إعلامنا.ولا شك أن الإحصائية الأخيرة التي نُشرت قبل فترة وجيزة عن نسبة انتشار المرض بين المواطنين السعوديين، والتي أقرتها اللجنة المختصة بذلك.. والتي تتحدث عن أن هناك ما نسبته 46% مصابين.. أي أنه يعيش بيننا في الوقت الحاضر، وحسب الإحصائية (1743) مصاباً، توفي منهم (588) تُنذر بكارثة إنسانية في مجتمعنا على الأمد القريب.في تصوري أنه من الأفضل أن تكون هناك مساحة أسبوعية، أو شهرية تخصص لهذا المرض وغيره مثل (الزهري - والسيلان) والتي يكون سببها أولاً وأخيراً (الأمراض الجنسية) يتحدث فيه نخبة من الأطباء المختصين عن هذه الأمراض.. ومن المؤكد أن أطباءنا والمختصين لدينا، لا يمانعون بأن يتحدثوا في ذلك لأنه من اختصاصهم ومن المهام الموكلة إليهم.. كما أنه أيضاً تؤخذ مقابلات مع المصابين بهذا المرض، ليتحدثوا عن معاناتهم وعن ندمهم لما أقدموا عليه.. وأيضاً تؤخذ مقابلات مع مَنْ توهموا بأنهم مصابون بهذا المرض، واكتشفوا بعد الفحوصات أنهم سليمون، وكيف كانت ردود الفعل لديهم بعدما تأكدوا بأنهم أصحاء.. حتى يكون هناك اهتمام كبير من الشباب، لأن كثرة الحديث عن موضوع مهم ومعين يعطي لدى الناس أهمية كبيرة بخطورة ذلك.بقي أن نعيد ونكرر بأن على إعلامنا دوراً كبيراً تجاه مثل هذا المرض، والذي إذا أصاب الإنسان فإن مصيره الموت لا محالة، لأنه وحتى هذه الساعة لم يأت الطب بشفاء تام له، ولأنه كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (ما انتشر الزنا في قوم حتى ابتلوا بمرض ليس له دواء...) أو في ما معنى الحديث، والمرض والله أعلم، هو مرض نقص المناعة المكتسبة والمسمى (بالأيدز).