عند إشراقة كل يوم جديد نتشح بالتفاؤل والأمل بأن يدخل وعد رئيس البلدية رقم 123-خ-2830 في تاريخ 10-11-1423ه المعطى لأحد أصحاب المخططات في حي الشفاء في محافظة الرس.. أقول لعل هذا الوعد يدخل في مجال الواقع لهذا الحي ليطهره مما على وجهه من تشوهات وبثور لا تتناسب مع اسمه الذي لم يكن له منه نصيب.. آمل ألا يستنكر ذوو المسؤولية في بلدية الرس ولا يعلو صوتهم عن الخدمات التي ستقدم إن شاء الله، فأهل (مكة) أدرى بشعابها ونحن أدرى بما في حينا من ويلات لا ترضي أي مسؤول لديه إحساس بحق المواطن.. وإلا فكيف تباع مخططات سكنية لوعد صدر من رئيس البلدية بنقل أحواش الغنم والإبل والمسالخ القريبة من هذه المخططات وذلك قريباً. تم الشراء والبناء ليعيش السكان في منطقة مليئة بالبعوض المدرع المخترق لسلك النوافذ، ويا عجبي من هذه الفضيلة تلج المنازل من أقفالها ناهيك عن المعاناة التي نجدها لأقل قطرة مطر تلامس معاطن الإبل وأحواش الأغنام وبواقي المسلخ - أكرم الله القارئ -. فأصبحنا مكممي الأنوف في منازلنا.. حرمنا أمسيات الصيف في بيوتنا بل عزفت النفس عن فتح النوافذ لتجديد الهواء.. وتأزمت الرئتان من البخور ومعطر الجو لعلنا نطول ولو بقليل من الرائحة الطيبة.. فإلى متى هذا الموعد القريب يا سعادة رئيس البلدية.. إلى متى ينتظر أهالي حي (العناء) عذراً (الشفاء)؟.. إلى متى نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.. متى تفوق النفوس من غيبوبتها فتدرك حجم الأمانة الملقاة على عواتقها تجاه هذه المحافظة المستسلمة لقدرها؟. ومما لا يخفى على الجميع حرص ولاة أمرنا - حفظهم الله - وصاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم وسعادة وكيل محافظة الرس وذلك لتحقيق كل ما منه راحة للمواطن ورفاهيته وصوناً لكرامته، وبالتالي ماذا تريد بلدية الرس منا في هذا الحي؟.. أن ننقل منازلنا إلى أحياء أخرى لنفسح المجال للجمال والمواشي ليهنأ بالها، وليرتع البعوض في دنيا العفن والرائحة الكريهة؟.. أم ننتظر سنوات لعل الأحفاد يتمتعون بما بدأ بطلبه الأجداد والآباء؟.. الخجل يتلبس المرء وهو يطلب أقل حق له في السكن الصحي والنظافة العامة، ونحن في القرن الحادي والعشرين وفي بلد الخير والعطاء، لم نطلب المستحيل.. فقط نريد أن نستنشق هواء نقياً ونستمتع بالقطر مثل سوانا، وتنفيذ وعد عرقوب رقم 123-خ-2830 .