حثّ الإسلامُ النساءَ على الحجاب والاستقرار في البيوت، وعدم إظهار الزينة لغير المحارم، صيانةً للأعراض، وسداً لباب الفتنة، وحمايةً للمجتمع من الفساد والانحلال، والرذيلة.. قال تعالى: { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }.. وقال تعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } .. وهاتان الآيتان تعمان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن بالإجماع.. وأيضاً يقول تعالى: { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}، والمُراد بقوله تعالى (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)، هو الملابس الظاهرة في أصح قولي العلماء كما ثبت ذلك عن ابن مسعود رضي الله عنه، أما الوجه واليدان فيجب سترهما كما جاء في آية الحجاب، وكما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك انها قالت: (لما سمعت صوت صفوان بن المعطل خمرت وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب)، ومعنى (خمرت وجهي)، أي غطيته ومعنى (وكان قد رآني قبل الحجاب)، أي قبل نزول آية الحجاب، لأن المرأة كانت في أول الإسلام تبدي وجهها وكفيها، ثم نزلت آية الحجاب فمنع النساء من ذلك، ووجب عليهن ستر الوجه والكفين. وقيادة المرأة للسيارة محرم، إذا علم أنه سيؤدي إلى أمر محرم، أو مفسدة واحدة.. فكيف إذا كان وسيلة لأمور محرمة، ومفاسد عظيمة.. فلا شك أن تحريمه والحال ما ذكر آكد وأشد. ومن تلك الأمور المحرمة والمفاسد العظيمة، التي تؤدي إليها قيادة المرأة للسيارة ما يلي: 1 - السفور وكشف الوجه، وقد تبيَّن لنا حرمة ذلك من خلال نصوص الكتاب والسنَّة كما تقدَّم. 2 - الخلوة المحرمة بالرجال، لأن السيارة تُمكِّنها من البُعد عن بيتها، ومحارمها، فتخلو بمن شاءت، ويقودها ذلك إلى الوقوع في الرذيلة، والعياذ بالله. 3 - الاختلاط بالرجال في أثناء سيرها، أو حصول عارض لها في السيارة، مما يؤدي إلى الفتنة.. وقد ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت بعدي على أُمتي فتنة أضرّ على الرجال من النساء).. أما من يقول إن النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعالجن المرضى، ويسقين الجنود في حال الجهاد.. فهذا صحيح، لكن هذا مع الحجاب والعِفة والبُعد عن أسباب الريبة والفتنة، بعكس ما يوجد في هذا الزمان من التساهل بالحجاب الشرعي، وكثرة الشهوات، وأسباب الفتن وضعف الإيمان. 4 - إن قيادة المرأة للسيارة يحوّجها إلى طلب رخصة للقيادة، وهذا يحوّجها إلى التصوير، وتصوير النساء في هذه الحالة محرم، لما فيه من الفتنة، التي لا ينكرها إلا مكابر. وهذا الذي مضى تقريره هو ما كان يفتي به سماحة شيخنا العلاّمة عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، وهو أيضاً فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحته، وهو ما تدل عليه النصوص والمقاصد الشرعية.. رحم الله من مات من علمائنا، ووفق الأحياء لبيان الحق والنصح للأمة، ووقانا الله شر الفتن وأهلها، والداعين إليها.. إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. داعية وإمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بالرياض