ما زالت توابع الاستفتاء الشعبي في مصر على تعديل المادة 76 من الدستور التي نجح الحزب الوطني الحاكم في تمرير تعديلها المختلف عليه من قبل المعارضة تلقي بظلالها على الشارع المصري بكافة توجهاته السياسية والفكرية، ودخلت نقابة الصحفيين المصريين على خط الأزمة بسبب تعرض زميلات يعملن بالصحافة للضرب والتحرش من قبل محسوبين على الحزب الحاكم حيث تقدم أمس الكاتب الصحفي جلال عارف نقيب الصحفيين ببلاغ إلى النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد للتحقيق في الوقائع والانتهاكات التي لحقت بالصحفيين والصحفيات عند مدخل نقابتهم من بعض البلطجية، وأوضح عارف أن الوقائع ثابتة بالصور التي بثتها وكالات الأنباء والفضائيات العربية والعالمية. ودعا مجلس النقابة إلى إقامة يوم حداد يوم الأربعاء المقبل يضرب فيه الصحفيون ويعتصمون أمام مقر نقابتهم وبعدها يعقد النقيب مؤتمرا صحفيا عالميا يعرض فيه شهادات الزميلات والزملاء الذي تعرضوا للضرب والتعدي من قبل أنصار الحزب الحاكم. وحمل مجلس النقابة في بيان أصدره أول أمس وزير الداخلية مسؤولية الأحداث التي وقعت يوم الأربعاء الماضي أمام مقر النقابة عندما تعرض بعض أعضاء حركة كفاية للاعتداء من جانب متظاهرين مؤيدين للحزب الوطني ومحاولتهم التحرش بصحفيات وتمزيق ملابسهن أمام رجال الأمن، وتوجه بيان النقابة إلى الرئيس مبارك (لمحاسبة المسؤولين)، وطالب البيان بإقالة وزير الداخلية باعتباره المسؤول الأول بحكم وظيفته عن كل ما جرى. وأعلنت منظمات حقوقية مصرية تضامنها مع الصحفيين المعتدى عليهم حيث تقدمت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ببلاغ آخر إلى النائب العام يحمل نفس الاتهامات السابقة، وأعرب عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان المصرية عن إدانتها لهذه الأحداث المؤسفة. إلى ذلك نظمت نقابة المحامين أمس احتجاجا على ما حدث، وقال بيان للجنة الحريات بالنقابة: إننا ندين ما حدث للمتظاهرين يوم الأربعاء الماضي ونستنكر التعدي على الصحفيات والمحاميات أثناء مشاركتهن في التعبير عن آرائهم. في السياق نفسه وجهت رابطة الأمهات المصريات دعوة إلى جميع المصريين طالبتهم فيه بارتداء اللون الأسود يوم 1 يونيه المقبل، وشدد بيان الأمهات على أن الرابطة لا تنتمي إلى أي حركات أو أحزاب سياسية ولكن ما حدث لبناتنا من تمزيق ملابسهن في الشارع جعلنا نقول (كفاية). واتهم المعتدى عليهم مسؤول بالحزب الوطني قالوا إنه وراء تشجيع البلطجية على التعدي عليهن، وضمت قائمة المعتدى عليهم: نوال محمد صحفية، وإيمان طه عضو مؤسس بحزب الكرامة العربية، ورابعة محمد محامية، إلى جانب عدد من الصحفيين والمحامين. وتصاعدت أزمة الاعتداء على المتظاهرين حتى وصلت إلى الأوساط الدولية، وقالت صحيفة الأسبوع أمس أن توترا شديدا طرأ على العلاقة بين مصر والولايات المتحدةالأمريكية في ضوء واقعة الاعتداء الذي قام به عدد كبير من بلطجية الحزب والحكومة ضد المتظاهرين من أعضاء حركة (كفاية) صباح يوم الاستفتاء. من جانبه أكد صفوت الشريف أمين عام الحزب الحاكم إدانته لهذه الاعتداءات التي قام بها البعض ضد المتظاهرين نافيا تورط حزبه في ذلك وشدد على أن أي حزبي يثبت تورطه سوف يحاسب واتهم الشريف مندسين داخل الحزب الوطني بفعل هذه الاعتداءات إلى ذلك أكد السفير سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة في مصر أن وسائل الإعلام بالغت بشأن تعرض بعض أعضاء أحزاب المعارضة لاعتداءات في يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري، وأضاف أن مثل هذه الاعتداءات إن حدثت فهي غير مقبولة. في محاولة منها لتهدئة الأوضاع المتأزمة أفرجت السلطات الأمنية مساء أول أمس عن 77 من جماعة (الإخوان المسلمون) بضمان محل إقامتهم بمحافظات البحيرة ودمياط وأسيوط والمنيا والإسماعيلية كان قد ألقي القبض عليهم في الأيام الأخيرة أثناء التظاهر. يتوقع المراقبون في مصر مزيدا من الاشتعال في الأجواء السياسية بسبب ما حدث للمعارضة يوم الاستفتاء قد يترتب عليه مقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة أو المزيد من الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات إلى حين تستجيب الحكومة لمطالب المعارضة.