في يوم من أحب أيام الله,, الجمعة 4/12/1420ه كان يوم الوداع الأخير, يوم وداعك وفراقك يا أبي وحبيبي محباتي كلها, فراق عظيم, ألمه شديد وحرجه كبير,, غصة في صدري وألم يعتصر قلبي لا أدري ماذا أقول، يعجز لساني عن القول وفكري عن الفهم, انه أعظم من ان يدرك فآه وألف آه على فراق القلب الحنون، الوجه المشرق بالإيمان والنور والحب، الشمعة التي احترقت لكي تنير الطريق لغيرها. لا شيء يعوض غيابك الكبير أو يعوض الفراغ الذي تركته في قلبي وحياتي كلها. يا من علمتني القرآن الكريم والسنّة النبوية، يا من سقاني فضائل الاخلاق وحميد الخصال, انت سبب وجودي في هذه الدنيا بعد الله, ضحيت بمالك ونفسك وصحتك من أجل سعادة اسرتك ومن حولك، يعجز لساني وقلمي ان يوفيك حقك، فوالله لقد كنت الاحب الى قلبي ووجداني من الدنيا كلها، نعم الوالد والصديق جزاك الله خير الجزاء على تربيتك وإحسانك وعطفك وبذلك وجعلها الله في ميزان حسناتك. لقد عرفتك تقيا نقيا، متواضعا جما, نزيها في سمعك، جوادا كريما, صواما قواما وفقدتك أبا رحيما، صبورا ولا أزكيك على الله. اللهم لك الحمد على قضائك وقدرك, انت أرحم به منا سبحانك أرحته من آلامه وأمراضه ومن غيبوبته ومن الدنيا كلها. لقد كان قلبك يا أبي معلقا بالمساجد، لسانك رطبا بذكر الله، نشأت في طاعته ومت عليها,, وكما كنت يا ابي وحبيبي رحمة وهبة من الله لنا في هذه الدنيا، كنت رحمة علينا حتى بعد مماتك, رحيلك المشرف عبرة وعظة لنا ولمن اعتبر لنجد ونجتهد بالعمل الصالح ونتوب الى الله ونستغفره لعله سبحانه يغفر لنا كل ذلك، وأيضا كل تقصير منا تجاهك لأننا مهما كنا بارين بك فلن نوفيك حقك. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وأنزل على قبرك الضياء والنور، والفسحة والسرور، وجعلك من أهل الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا, وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يوفقنا للبر بك بعد مماتك وان يبارك لنا في والدتنا ويوفقنا للبر بها وان يجمعنا واياك ووالديك واختك واخوالك في جنات الفردوس بعد عمر طويل وعمل صالح والمسلمين اجمعين, وجزى الله كل من تذكرك وعزانا فيك خير الجزاء وغفر له ولوالديه, والحمد لله رب العالمين,. ابنتك وحبيبتك