المسرح في الماضي كان الغرض منه إشباع هواية وحب في فن نهواه ولم يكن وسيلة للوصول ولا للتسلق ولا للربح، والمسرح لم يكن في يوم من الأيام إحدى وسائل الثراء حتى اليوم.. حتى في جميع بلدان العالم. ففنان المسرح هو فنان لا يفكر في المادة وعشق الفن والأدب وهوى أن يضع للجماهير نماذج مدروسة للحياة الاجتماعية سواء كان في الماضي أو في الحاضر، وأن يجعل المسرح منفذاً للنقد ومتنفساً للجماهير وما يشكون منه وما يطلبونه. لذا فلو رأيت المسارح البريطانية، أو مسرح الكوميدية الفرنسي العتيد أو أي مسرح عالمي، فإن الربح قليل والجزاء لا يعتبر أنه جزاء.. فإن الجزاء الحقيقي هو جزاء النفس وإراحة الضمير وتقديم ما يرتفع بمستوى الجماهير وتثقيفهم بطريقة المسرح. هو منبر.. ولكنه ليس منبراً بالمعنى الصحيح، ولكنه مجال تتفجر فيه الآراء الفكرية، أو النقدية لأوضاع المجتمع أو رسم صورة للحياة التي يجب أن نعيش فيها.. وللمجتمع الذي يجب أن نساهم في بنائه.. لذلك كان هواة المسرح رواداً، كان هواة المسرح فدائيين.. لا يفكرون إلا في الفن نفسه، وعندما ينتهي التمثيل كأنهم انتهوا من مهمة وطنية مهمة..!!