بنهاية عام 1425ه رحل بهدوء من كنت أحسبه (أخ دنيا لي) رحل عبد الحميد بن محمد الدهش ذلك الشاب الخلوق الصادق الوفي، فقدناه في غمضة عين اثر حادث أليم يوم الأربعاء الموافق 30-12-1425ه، وفجعت بوفاته - رحمه الله - فكان خبر موته كالصعقة لي، ألجم لساني وشتت أفكاري ولا اعتراض على أمر الله. رحل عبد الحميد وخلف وراءه سيرة عطرة وذكرا طيبا، لقد عرف بدماثة الأخلاق وبطلاقة المحيا، كان مكافحا بارا بوالدته وأهله محبا لأصدقائه طائعا لربه. كان كالشمعة التي تحترق في سبيل راحة أمه وأسرته الصغيرة. نثر التراب على قبره فودعناه وداعا مرا اعتصر ألمه قلوبا أحبته فسالت الدموع من مآقينا وهي تعاهد على الوفاء بحبها لمن حمل بين ثناياه قلبا معطاء، وأنا بذلك أعلن وفائي له بكتابة هذه السطور القليلة في حقه. فكيف لا أكتب فيك.. كيف لا أبكيك وأنت رفيق دربي منذ الصغر؟ لن أنساك يا عبد الحميد فذكراك باقية في قلبي وقلوب محبيك. فيا سامع الأصوات سرا وجهارا يا قادر يا جبار ألهم والدته (القلب الحنون) من ثكلت بفقد فلذة كبدها، صبرا يفوق مصيبتها وقوة إيمان تمنحها الثقة برب الأكوان بأن يغفر ويرحم من حضنته رضيعا فحضنها برا عند كبره. اللهم اغفر لأبي محمد وأسكنه فسيح جناتك ووسع له في قبره وأكرم نزله يا أرحم الراحمين.