في مثل هذا اليوم من عام 1971 قرر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيسكون إلغاء الحظر التجاري والدبلوماسي الأمريكي على جمهورية الصين الشعبية، وكانت العلاقات الأمريكيةالصينية قد دخلت النفق المظلم بعد أن دخل البلدين حربا حقيقية في شبه الجزيرة الكورية مطلع الخمسينيات. وعندما وصل الرئيس نيكسون إلى الحكم في الولاياتالمتحدة كان مستشاره للأمن القومي ووزير خارجيته فيما بعد هنري كيسنجر يرى أن أفضل وسيلة للتعامل مع الصين هو الاقتراب منها ومحاولة اختراقها من الداخل أو احتوائها. وبالفعل اقتنع الرئيس نيكسون بهذه الرؤية وقرر فتح قنوات دبلوماسية ثم اقتصادية مع بكين، وكانت البداية عندما أقيمت بطولة مسابقات كرة الطاولة العالمية ال31 في إبريل عام 1971 في مدينة ناغويا باليابان.كان المنتخب الصيني والمنتخب الأمريكي يتعاملان بأحسن المعاملة سواء في داخل الملعب أم في خارجه، وقبل انتهاء المباريات رفع الفريق الأمريكي إلى الفريق الصيني طلبا لزيارة الصين، فطلب الفريق الصيني فورا توجيها من جهات الاختصاص في داخل البلاد.كان الرئيس ماو تسي تونغ، هو الذي قرر نهائيا دعوة الفريق الأمريكي إلى زيارة الصين. استقبل شو إن لاي رئيس مجلس الدولة الراحل جميع أعضاء الفريق الأمريكي يوم 14 من إبريل في قاعة الشعب الكبرى. قال لهم: أنتم كأول وفد أمريكي زائر لجمهورية الصين الشعبية قد فتحتم باب الاتصالات الودية بين شعبي البلدين،(الكرة الصغيرة تحرك الكرة الكبيرة). أثارت تصرفات الصين هذه هزة في العالم، والجليد الصلب الموجود لسنوات طويلة بين البلدين بدأ يذوب. هذا هو ما يسمى (دبلوماسية كرة الطاولة) المشهورة في التاريخ، في تمام الساعة الحادية عشرة و30 دقيقة صباحا يوم 21 فبراير 1972م، هبطت طائرة بوينج 707 ببطء في مطار العاصمة ببكين. وخرج منها أولاً ريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي السابع والثلاثون. وهذه هي أول مرة يزور فيها رئيس أمريكي دولة لم تقم الولاياتالمتحدة العلاقات الدبلوماسية معها.