في الوقت الذي يترقب فيه سوق الاتصالات المصري الإعلان رسمياً عن فتح باب المنافسة على رخصة تشغيل الشبكة الثالثة للجوال في النصف الثاني من سبتمبر المقبل أعلنت مجموعة من الشركات الخليجية استعدادها لدخول المنافسة في مواجهة الشركات المحلية العاملة في قطاع الاتصالات التي أبدت رغبتها في تقديم عروض لإنشاء وتشغيل الشبكة الجديدة. وكانت مجموعة الخرافي الكويتية قد أعلنت أنها ستدخل مع شريك أجنبي بقوة للمنافسة على الحصول على الرخصة الثالثة لشبكة الجوال في مصر، وقالت إنها تدرس الفرص المتاحة في السوق المصري لبدء الاستثمار فيه وتعكف حالياً على دراسة سوق المحمول جيداً في ظل المنافسة الشرسة التي تبديها شركتا المحمول العاملتان في مصر كما أعلنت شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية (إم تي سي) أنها تعكف حالياً على دراسة دخول السوق المصري من خلال شبكة الهاتف الجوال الثالثة في مصر وأنها تسعى للاطلاع على طبيعة المناقصة ومواصفاتها وشروطها لتتمكن من اتخاذ قرارها في هذا الشأن. ومن المنتظر دخول أكثر من شركة خليجية أخرى المنافسة على رخصة إنشاء وتشغيل الشبكة الجديدة ومنها شركة الاتصالات الإماراتية التي أعلنت في وقت سابق أنها بصدد تكوين كونسورتيوم للمنافسة على رخصة المحمول الثالث في مصر مشيرة إلى أن السوق المصري مازال سوقاً واعداً والفرص فيه تتزايد يوماً بعد يومٍ حيث يصل معدل الانتشار للمحمول فيه 10% فقط. يأتي ذلك في الوقت الذي اشتعلت فيه المنافسة مبكراً حول رخصة الشبكة الثالثة بين الشركات المحلية العاملة في قطاع الاتصالات حيث أعلنت الشركة المصرية للاتصالات أنها تدرس إمكانية التقدم بعرض لإنشاء وتشغيل الشبكة الثالثة بنظام الجيل الثالث أما شركتا (موبنيل) و(فودافون) العاملتان فقد اربكت الشبكة الثالثة المنتظرة حساباتهما وأصبح موقفها حرجاً بعد التأكد من صعوبة منافستهما مستقبلا لخدمات الجيل الثالث التي ستقدمها الشبكة الثالثة خصوصاً أن سعي الشركتين لتقديم خدمات هذا الجيل يحتاج إلى شبكة جديدة تماماً، وهذا يعني بالنسبة لهما استثمارات كبيرة كما لو كانا سينشئان شبكة جديدة تماماً. ويشير الخبراء إلى أن أهم نقاط القوة التي تتمتع بها الشركتان هو احتكار كل منهما لحوالي 50 % من سوق الاتصالات في مصر وتزايد أعداد المشتركين فيهما إلى ما يقرب من 10 ملايين مشترك، الامر الذي يمكن أن يتأثر سلبياً بإنشاء الشبكة الثالثة التي ستكون خدماتها من الجيل الثالث أكثر إغراءً لجذب المشتركين بالإضافة إلى أن إصدار ترخيص الشبكة الثالثة للجوال يقلص بدرجة كبيرة مخططات الشركتين المستقبلية. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت في مايو الماضي عن طرح مزايدة عالمية لإنشاء وتشغيل الشبكة الثالثة للجوال، ودعت الشركات المحلية والعربية والعالمية للدخول فيها، وأكد الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات أن الشبكة الثالثة التي يتوقع أن يبدأ انطلاق خدماتها في الربع الثاني من عام 2007 ستحقق دخلاً للخزانة العامة للدولة لا يقل عن 2.5 مليار جنيه من طرح الترخيص وستؤدي إلى رفع معدلات الكثافة التليفونية للمحمول في مصر إلى 20% عام 2008 وقال وزير الاتصالات إنه يستقبل أسبوعياً مستثمرين عرباً وأجانب يعرضون مشاركتهم في مزايدة الرخصة الثالثة للجوال.