تعتبر سرطانات الجلد من الأمراض التي تثير القلق لدى العديد من الناس، وتتنوع الأسئلة التي تطرح حول أسبابها وأنواعها وعلاجاتها. وسنحاول تسليط الضوء والإجابة عن بعض الأسئلة حول سرطانات الجلد. تقسم سرطانات الجلد حسب نوع الخلايا التي تنشأ على حسابها إلى سرطانات الجلد البشروية ونوع ينشأ على حساب الخلايا الصبغية ويدعى الميلانوما، إضافة إلى أنواع أخرى نادرة الحدوث. وتختلف هذه السرطانات عن بعضها من حيث الشكل والتوضع وسرعة النمو. ***** * ما هي سرطانات الجلد البشروية؟ - تضم السرطانة ذات الخلايا القاعدية والسرطانة ذات الخلايا الشائكة: 1- السرطانة قاعدية الخلايا (BASAL CELL CARCINOMA): هو النوع الأكثر شيوعاً من السرطانات الجلدية ومن حسن الحظ أن هذا النوع من السرطانات لا ينتقل عبر الأوعية الدموية إلى أعضاء أخرى ولكن أحياناً في حالة عدم المعالجة المبكرة تمتد موضعياً إلى المناطق المحيطة ويدمر النسج مما قد يسبب مشاكل جدية خاصة في حال وجودها قرب العين أو الأذن أو مسير أحد الأعصاب، وتظهر بشكل حبة مرتفعة عن سطح الجلد بلون أبيض عاجي وقد تشاهد فيها بعض الأوعية الدموية الشعرية. 2- السرطانة شائكة الخلايا (SQUAMOUS CELL CARCINOMA) تحتل المرتبة الثانية من حيث شيوعها وهو ورم يصيب الطبقات الخارجية للجلد وهذا النوع من السرطان لا ينتقل إلى الأعضاء الداخلية ولكنه في حال عدم المعالجة يمتد موضعياً ليصيب أعضاء قريبة أو عقداً ليمفاوية مع تآكل في النسج ويظهر بشكل منطقة حمراء اللون ملتهبة تغطيها القشور والذي يميزها استمرارها لفترة طويلة دون شفاء وفي بعض الحالات قد تنزف أو تتقرح. * ما هو سبب ظهور هذه السرطانات ولدى من تظهر؟ - أكثر الأسباب المؤدية لظهورها هو الأشعة فوق البنفسجية ولذلك فإن التعرض المديد لأشعة الشمس والتي تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية، خاصة في مرحلة الطفولة والشباب، إضافة لعوامل أخرى مثل حالات حروق الشمس والتعرض لتماس مطول مع بعض المواد الكيميائية مثل: القطران والزيوت المعدنية. وتظهر بشكل أكبر لدى ذوي البشرة البيضاء منها لدى ذوي البشرة السمراء ولحسن الحظ فإن انتشار هذه السرطانات في المملكة نادر جداً. * هل يمكن الوقاية من حدوث هذه السرطانات؟ - هناك مجموعة من الإجراءات التي قد تخفف من إمكانية حدوث السرطان مثل: 1- استخدام واقيات شمسية بعامل حماية أكثر من 15% عند التواجد خارج المنزل. 2- الوقاية قدر الإمكان من التعرض للشمس ما بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة مساءً. 3- في حال الشك في أي آفة مراجعة طبيب الجلدية. * هل تتحول حبة الخال دائماًَ إلى سرطان وهل استخدام الليزر أو مواد التجميل يسبب السرطان؟ - إن الوحمات الخلوية (حبة الخال) تتواجد بشكل طبيعي لدى كثير من الناس وهي ليست دليلاً على إمكانية حدوث أي سرطان لأنها تبقى ذات حجم ولون ثابت ويمكن مراجعة طبيب الجلدية في حال تغير اللون أو الحدود. ويتساءل البعض فيما إذا كان التعرض لليزر يسبب السرطان وهذه التساؤلات ناجمة عن عدم معرفة خصائص الليزر وهو ضوء غير متأين (Nonionizing) وهذا النوع من الأشعة لا يسبب سرطاناً، والليزر معروف منذ أكثر من 40 سنة ولم يوجد أي حالة سرطان جلد حتى الآن، الأصل في معظم مواد التجميل أنها غير مسرطنة وكونها تكون مسرطنة في المختبر في حالة استخدامها بتركيزات عالية لا يعني أنها مسرطنة لجلد الإنسان لذلك يجب عدم المبالغة في مثل هذه النتائج والتخويف منها لأن مستحضرات التجميل لا تسبب سرطان الجلد. * هل يمكن معالجة هذه السرطانات؟ - نعم هذه السرطانات قابلة للعلاج، خاصة إذا كشفت مبكراً، وبعد تشخيص هذه السرطانات من قبل طبيب الجلدية، والذي قد يحتاج أحياناً لأخذ عينة بالخزعة ودراستها مجهرياً يمكن أن يقوم بعلاجها باستخدام طرق جراحية مختلفة. * ما هو الورم الصباغي (Melanoma)؟ - الورم الميلانيني الخبيث ينشأ على حساب خلايا الصباغ التي تعطي اللون للجلد. * ما هو الورم الميلانيني الخبيث (MALIGNANT MELANOMA)؟ - هو نوع من السرطان ينجم عن تكاثر الخلايا الصبغية في الجلد التي تعطي الجلد اللون البني دون حدود وبنمط غير منتظم وينتشر في النسيج المحيط وكل أماكن النسج السليمة ومن غير المعروف تماماً كيف تحدث الميلانوما ولكن من الواضح أن التعرض للشمس، خاصة في الطفولة وحروق الشمس والأشعة فوق البنفسجية قد تكون مسببة لحدوث الورم ويكون ذوو البشرة الحساسة الفاتحة اللون أكثر احتمالاً لإصابتهم بهذا الورم وهذا لا يعني أن الأشخاص الذين لا يملكون أياً مما ذكر لا يحدث لديهم هذا الورم فهو قد يحدث لدى أي إنسان. * كيف نشك بحدوث الميلانوما؟ - يجب أن نشك بأي وحمة أو شامة (حبة خال) في حال تغير لونها أو أصبحت ذات ألوان متعددة في نفس الشامة أو أصبحت حدودها غير واضحة أو نازفة أو متقرحة ويجب الأخذ بالعلم أن الميلانوما تحتاج للوقت حتى تنمو وقد تنمو نحو الأسفل حتى تصل في النهاية إلى الأوعية الدموية والليمفاوية وعن طريقها تنتشر في أنحاء الجسم مسببة مرضاً مهدداً للحياة ولذا فإنه من الأفضل كشف الورم خلال وجوده في الجلد. ويوجد قاعدة تضم أربعة تغيرات تجعلنا نشكك بحدوث الميلانوما: 1- اختلاف بين نصفي الشامة فإذا ما قارننا بين جزأين متقابلين يكون هناك اختلاف في الشكل. 2- الحواف غير المنتظمة والتي قد تأخذ شكلاً متموجاً أو غائراً. 3- الشامات (حبة الخال) قد تكون ذات ألوان متعددة ولكن كل شامة تمتلك لوناً واحداً، بينما في الميلانوما عادة يكون هناك عدة ألوان في نفس الآفة. 4- المساحة حيث إن الميلانوما تمتد بالنمو بينما الشامات تبقى ذات حجم واحد. * كيف نعالج الميلانوما؟ - أفضل علاج هو بالكشف المبكر عن حدوث الميلانوما حيث يستطيع طبيب الجلدية بالعين الخبيرة تحديد فيما إذا كانت هذه الآفة مشكوك بها أم لا ومن ثم يتم أخذ الخزعة ليفحصها بالمجهر, وفي حال اكتشاف الميلانوما فإن المعالجة تعتمد على عمق الميلانوما ويكون العلاج الأفضل باستخدام طرق جراحية مختلفة اعتماداً على عمق الميلانوما. (*) عيادات ديرما - الرياض