في موكب جنائزي مهيب أعاد للأذهان تاريخ رحيل رموز مصر مثل جنازة الرئيس عبد الناصر وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وسعاد حسني شيع ما يقارب المليون شخص من محبي وعشاق فن أحمد زكي إضافة إلى جموع الفنانين من مختلف الأجيال والأعمار منهم محمود ياسين وفردوس عبد الحميد وحسين فهمي ويسرا ويوسف شاهين ومنة شلبي ومحمد هنيدي وهاني رمزي ومحمد وطني مدير أعماله وعماد الدين أديب وهالة سرحان ونجله هيثم الذي ظل برفقة عماد الدين أديب وحشود أخرى من الفنانين والفنانات والآلاف من الصحفيين ورجال الإعلام ومراسلو وكالات الأنباء يتقدمهم زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية نائبا عن الرئيس مبارك وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى لتشييع جنازة الفنان أحمد زكي إلى مثواه وكانت جموع الفنانين والمشيعين قد توافدوا منذ الصباح الباكر أمام مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين بانتظار رؤية جثمان الفنان وهو يشيع إلى مثواه وأدى المشيعون صلاة الجنازة على روح الفقيد وافترش مئات الآلاف من المصلين الشوارع المحيطة بالمسجد وردد المشيعون آيات القرآن الكريم ولا إله الا الله .. وقد جاء المشيعون من مختلف أنحاء المحافظات المصرية واكتظ بهم المكان لدرجة أن ارتقى بعضهم أسطح العمارات المواجهة للمسجد وتسلق بعضهم الأشجار والدموع تنهمر من عيونهم باستمرار وزاد البكاء فور رؤية خروج الجثمان الذي تم تغطيته بعلم مصر والكل يتهافت عليه وسط التكبيرات الله أكبر ولا إله الا الله وذابت جموع الفنانين مع عشاق الفنان الراحل الذين رفعوا لافتات تعبر عن حبهم لأحمد زكي ولم يتمالك الفنانون حبس دموعهم من فراق الفتى الأسمر. هذا التلاحم بين جموع الناس والفنان أحمد زكي لم يأت من فراغ فطول مسيرة أحمد الفنية كان ينحاز فيها لقضايا البسطاء والهامشيين ويتجاوب مع قضايا المجتمع بكل طوائفه ولم يكن بمنأى عن هموم ومشاكل هذا المجتمع وكانت أفلامه الحب فوق هضبة الهرم والبريء وضد الحكومة والبيضة والحجر والهروب والإمبراطور والرجل الثالث وعبد الناصر والسادات وغيرها كانت صوت المجتمع وكان أحمد زكي هو المعبر عن هذا الصوت ويحس بمشاكله ويعبر عن كافة طوائفه. توافد الجموع بكثرة إلى مكان الجنازة أدى إلى إصابة شوارع الجيزة بالشلل التام لمدة 5 ساعات على الأقل حيث توقف السير تماما في الشوارع المتخمة خاصة شارع جامعة الدول العربية وقد أحاطت السلطات الأمنية بالميدان والجنازة بالآلاف من جنود الأمن المركزي للحفاظ على سير الجثمان والحد من تدافع الناس عليه. من جهة أخرى أعلنت استوديوهات التصوير الحداد على الفتى الأسمر وتوقف العمل تماما بمشاركة الفنانين في وداع أحمد زكي ويأتي وداع جثمان أحمد زكي لينهي فصلا مأساويا من حياته التي بدأت عام 1949م في أحضان الفقر واليتم في إحدى قرى محافظة الشرقية التي أنهى فيها تعليمه المتوسط قبل أن ينتقل للقاهرة وينهي دراسته بمعهد الفنون المسرحية في رحلة كفاح عصامية توجته نجما على الشاشة وأفسحت له مكانا طيبا في قلوب الملايين الذين أحبوه فنانا وإنسانا. قرر عماد الدين أديب منتج فيلم حليم انه سيعرض فيلم حليم خلال الصيف القادم تخليدا لاسم أحمد زكي.